الحريري المؤلِّف مع عون: إلا “القوات”
كتب عبدالله ملاعب في موقع mtv:
يرفض رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري التواصل مع الكتل النيابية في عملية تأليف الحكومة، لأن حكومته لن تكون سياسيّة، كما يقول، ومع ذلك يضع الحريري رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون شريكًا في التأليف. فالحريري الذي لا يتّبع نهج مصطفى أديب، لن يقدّم تشكيلته ويمضي في سبيله، لأنّ الرئيس عون مطّلع على الملف، ينقل مطالب النائب جبران باسيل وغيره، ويبقيه الحريري “أوّل بأول”.
يُعَلّل عضو كتلة تيار المستقبل النائب سمير الجسر الدور الذي يلعبه الرئيس عون في عملية تشكيل الحكومة بالمواد الدستورية التي تفرض توقيع رئيس الجمهورية على التشكيلة الحكومية قبل عرضها على البرلمان لنيل الثقة. فهدف الحريري، وفق الجسر، هو تذليل كل العقبات من أمام التشكيل لضمان الثقة وبدء العمل الحقيقي الذي يتخطى شكل الحكومة ليرتكز حول نيّة الوزراء وإرادتهم في تنفيذ الإصلاحات المنصوص عليها في الورقة الفرنسية وتلك الحريرية التي حدّدت آليات التطبيق.
فالحريري الذي يجاهر فريقه بغياب التواصل المباشر مع الكتل النيابية، يتلقى إقتراحاتها ويتحفظّ بحقه في تبنّيها. مع ذلك، يرفض التواصل مع حليف الماضي سمير جعجع بذريعة عدم تسميته من قبل كتلة “الجمهورية القوية” ونبرة النائب جورج عدوان العالية ضدّ بيت الوسط. وللمفارقة، يتّخذ الرئيس المكلف موقفًا ليّنًا من حزب الله الذي لم يسمّه أيضاً، لكنّه خدمه بذلك دوليًّا وفي البيئة السنيّة، محصّنًا أهليّة الحريري في ترؤس حكومة ستحفظ مطالب الثنائي الشيعي في الماليّة، وربما في الصحة أيضًا.
يسعى الحريري الى تشكيل حكومة من عشرين وزيراً، رغم كل التعقيدات التي تلاحق هذا العدد. ولا تربط المصادر المقربة من الحريري تشكيل الحكومة بالإنتخابات الرئاسية الأميركية التي ستعقد في الثالث من تشرين الثاني، من دون أن يُعرف تاريخ نتائجها بسبب الأعداد الهائلة للناخبين الذين توجهوا للتصويت عبر البريد الإلكتروني.
ففي الشكل، لن يتضمن البيان الوزاري لحكومة الحريري عبارة “جيش، شعب، مقاومة” كما حصل في البيانين الوزاريين لحكومتي الحريري عام 2016 وعام 2019 حيث استبدلت هذه العبارة بعبارة مرادفة ذات وقعٍ أقل وطأة. هذا في الشكل، أما المضمون فيبقى الأساس.
MTV