كم خَسِر لبنان في غياب العرب؟
جاء في جريدة “الانباء” الالكترونية:
لن يترك العرب لبنان.. هذه خلاصة الاتصالات التي نشطت على خط بيروت – الرياض وكان عرّابها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، الذي أوفد عضو كتلة اللقاء الديمقراطي، النائب وائل أبو فاعور، إلى السعودية في إطار هذه المساعي بالشراكة مع الفرنسيين.
العودة قريبة للسفيرين السعودي والكويتي كما أعلن أبو فاعور، كاشفاً عبر “الأنباء” الإلكترونية أنّ، “اجتماعي مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية تناول الترتيبات المشتركة مع الفرنسيين لدعم المؤسّسات الاجتماعية، وإمكانية مشاركة المملكة بالصندوق الدولي لدعم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية، وإجراءات عودة العلاقات إلى طبيعتها، وسُبل تطويرها”.
مصادر مراقِبة توقفت عند اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أواخر هذا الشهر وموقفه من عودة العلاقات مع لبنان، متوقعةً عبر “الأنباء” اتّخاذ خطوات إيجابية في هذا الاجتماع تجاه لبنان من شأنها أن تعيد العلاقات اللبنانية الخليجية إلى سابق عهدها.
وقد شدّدت المصادر على أهمية عودة الخليج إلى لبنان في ظل الأزمة الكبيرة التي يعيشها، لا سيّما وأنّ الشراكة العربية مطلوبة من المجتمع الدولي كشرطٍ أساسي في أي اتّفاق أو مؤتمر دعم جديد للبنان، إن كان عبر صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي وسواهما.
وفي سياق المواقف السياسية من هذا التطور المهم، اعتبر عضو كتلة المستقبل، النائب عاصم عراجي، في حديثٍ مع “الأنباء” الإلكترونية أنّ الكلام عن عودة السفيرين السعودي والكويتي إلى لبنان بادرة إيجابية. فلبنان لا يمكن أن يعيش بمعزلٍ عن أشقائه العرب، فهو بلدٌ عربي الهوية والانتماء، ولا يمكن له أن يعيش بمعزلٍ عن محيطه العربي، ولا يمكن أن يكون لا- فارسي، ولا- غربي، ولا- شرقي، لافتاً إلى المساعدات الهائلة والضخمة التي قدّمتها السعودية والكويت إلى لبنان منذ بداية السبعينيات حتى بداية هذا العهد، وهي ساعدت كثيراً على ازدهار لبنان ونموّه.
وشدّد عراجي على أنّ الاقتصاد اللبناني يعتمد بالدرجة الأولى على الدعم الخليجي الذي يضم أكبر جالية لبنانية يزيد عددها عن أكثر من ٥٠٠ ألف عائلة، والتي يعود لها الفضل الأول بدعم الاقتصاد اللبناني، آملاً انتفاء سياسة العداء التي يعلنها حزب الله حيال السعودية لأنّها أضرّت كثيراً بمصلحة لبنان، داعياً إلى التزام لبنان بعدم التعرّض لدول مجلس التعاون الخليجي، ووقف تهريب المخدرات إليها، وعدم التدخل بالصراعات في اليمن والعراق.
وعن موقف رئيس الجمهورية المدافِع عن حزب الله في الفاتيكان، رأى عراجي أنّ موقف عون معروف منذ ما قبل اتّفاق مار مخايل، لكنه استغرب كيف أنّ رئيس الجمهورية يتحدّث عن ميليشيا مسلّحة عوض أن يتحدّث عن الجيش، وعن المؤسّسات الشرعية.
من جهته، أكّد عضو تكتل الجمهورية القوية، النائب أنيس نصار، في حديثٍ مع “الأنباء” الإلكترونية أنّه لا بد للعلاقات اللبنانية- الخليجية أن تعود إلى طبيعتها، فلا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه، قائلاً: “لدينا في الخليج جالية كبيرة، وكل لبناني يجب أن يكون سفيراً لبلده”، متمنياً عودة السفراء الخليجيين إلى لبنان قبل الانتخابات التي يجب أن تحصل وتقود إلى التغيير المطلوب.
النائب السابق فادي الهبر اعتبر عبر “الأنباء” الإلكترونية أنّ قرار السفراء الخليجيين بالعودة إلى لبنان خطوة إيجابية، كاشفاً أنّ لبنان خسر بغياب العرب ١٥ مليار دولار، ما يشكّل ربع الدخل القومي الذي كان بحدود ٦٠ ملياراً، واليوم مع الأسف انخفض إلى الربع، مؤكداً أنّ أكثر من نصف اللبنانيين لا يريدون الدويلة، مستبعداً عودة الاقتصاد اللبناني إلى سابق عهده إلّا إذا تحوّل لبنان إلى بلدٍ حيادي.
على صعيد آخر، استمرت الأزمة في قطاع المحروقات والطوابير على المحطات، إلّا أنّ مصادر مصرف لبنان نفت أن يكون “المركزي” قد قرّر وقف تأمين الدولارات لاستيراد البنزين، وأكّدت استمرار العمل بمنصّة “صيرفة”، وذلك رداً على معلومات تمّ التداول بها عن توقّف المصرف عن تأمين ٨٥٪ من قيمة الاستيراد بالدولار وفق سعر المنصّة.
لكنّ المصادر لفتت عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّ منصّة “صيرفة” واجهت ضغطاً كبيراً أمس، إلّا أنّه طبيعي، وجاء بعد إضراب المصارف في اليومين الماضيين، وكشفت أنّ مصرف لبنان قرّر تأمين طلبات المنصّة على دفعتين (الأربعاء والخميس) للتخفيف من الضغط، على أن يعود العمل إلى طبيعته يوم الإثنين المقبل.
وختمت المصار حديثها مشيرةً إلى أنّ، “مصرف لبنان قد يكون أجّل تسديد بعض الدفعات حتى اليوم، ما أدّى إلى الاعتقاد بأنه توقّف عن الدفع”.
إلّا أنّ هذه الإجراءات لا تعني أنّ الأزمة انتهت، في حين المطلوب خطة نهوض اقتصادي شاملة تكون كفيلة بإنقاذ البلد.