لبنان

القوى السياسية والشعبية المعارضة أمام “تحدّي” رصّ الصفوف

كتبت “المركزية”:

وسط تكتم شديد، تدور اتصالات تشكيل الحكومة الجديدة. صحيح ان لا معطيات حاسمة او معلومات واضحة حول ما يحصل خلف الكواليس، غير ان التسريبات القليلة التي ترشح من بعض الصالونات، كافية لتكوين فكرة عما يُطبخ في الغرف المغلقة، وهي في الواقع، لا تترك انطباعات مشجّعة بل على العكس، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.

فيبدو ان القوى السياسية في صدد عملية تحاصص وتقاسم للحقائب في ما بينها. الحكومة ستكون من اختصاصيين نعم، الا ان الاحزاب والتكتلات ستسميهم كما حصل ابان تشكيل حكومة الرئيس حسان دياب، ما يرفع منسوب الشكوك في قدرتهم على الاصلاح والانقاذ والتغيير، فهل مَن خربوها بالامس سيصلحونها اليوم؟ الى ذلك، وبعد ان حسمت المالية للثنائي الشيعي، يحكى ان التيار الوطني الحر يسعى الى إبقاء الطاقة من حصّته، فإما تسري المداورة على الجميع او فلتسقط. كما يحكى عن صراع على الحقائب، بين الاحزاب، فالصحة مثلا يريد حزب الله إبقاءها معه فيما الحزب الاشتراكي “عينه عليها”. بالتوازي، النائب طلال ارسلان يريد وزيرا من الوزيرين الدرزيين في الحكومة، الامر الذي قد يخلق اشكالية مع المختارة.

هذه المسرحية التي كانت تحصل على المكشوف قبل 17 تشرين، تتكرر فصولها اليوم، لكن “وراء الستار”.. هذا الواقع المرّ، سواء حظي بغض طرف من القوى الدولية، الفرنسية او الاميركية، ام لم يحظ، فإنه يفترض ان يُقابل برد سياسي – شعبي في الداخل، يمنع المنظومة الحاكمة التي اوصلت البلاد الى ما هي عليه اليوم، من اعادة تثبيت أرجلها في الارض التي اهتزت فيها منذ عام.

هذا هو التحدي الابرز الذي يفرض نفسه اليوم على المعارضة والثوار. فبحسب المصادر، اذا لم يرصّوا الصفوف، ستعود المنظومة نفسها أقوى الى الحكم. القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية على الموجة عينها. معراب والصيفي عبّرتا امس عن الموقف نفسه: لا خلاص ممكنا في ظل الاداء المحاصصتي ولا امل بالانقاذ على يد مَن أغرقوا المركب اللبناني. صحيح ان لكل من الفريقين طريقته في المعارضة، غير ان التقاءهما على الهدف عينه وعلى الجوهر عينه، يفترض ان يدفعهما الى تجاوز الخلافات الضيقة والشخصية والتكتية وشبك الايدي لتشكيل نواة جبهة معارضة حقيقية، تتوسّع لتشمل اكبر عدد من مجموعات المجتمع المدني الثورية، فتكون عابرة للطوائف والمناطق. قد لا تتفق هذه المكونات في النقاط كلّها، ومنها مثلا ملف سلاح حزب الله، لكن لا بد من ان تباشر في حوار شامل يضع الاصبع على الجرح، ويخلق ارضية مشتركة في ما بينها تقف عليها لمواجهة “المنظومة” و”الدولة العميقة”. اما خلاف ذلك، وبقاء القوى المعارضة مشتتة ورافضة للتنسيق في ما بينها ومتمسّكة بتعميم تهم الفساد، فلن تستفيد منه الا احزاب السلطة…

على اي حال، هذا ما قاله اكثر من مسؤول دولي زار لبنان في الفترة الماضية، لمجموعات المعارضة. وبحسب المصادر، فإن النداء الى توحيد الصف لقي آذانا صاغية لدى رئيس الكتائب النائب المستقيل سامي الجميل الذي باشر سلسلة اتصالات مع مجموعات ثورية قريبة من افكار الكتائب. ويبقى السؤال: هل ستعرف هذه القوى كلّها ان لا مفرّ من ان تضع الكتف على الكتف؟ وهل ستدرك ان هذا هو الامل الوحيد كي لا تضيع مكتسبات الثورة وتعوّم السلطة نفسها من جديد؟ “انشالله تعرف” قبل فوات الاوان، تختم المصادر.

mtv

مقالات ذات صلة