روسيات وأوكرانيات في كنيسة صيدا معاً… شموع وصلاة لوقف الحرب
كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
فرّقتهم الحرب بين روسيا واوكرانيا وجمعتهم الصلاة من اجل السلام في صيدا، اذ شاركت أوكرانيات وروسيات مقيمات في صيدا ومنطقتها ومختلف قرى الجنوب، في قداس الاحد في كنيسة مار نقولا للروم الأرثوذكس في صيدا القديمة، وتشارك الجميع باللغات الروسية والأوكرانية والعربية الأمنيات بوقف الحرب وحلول السلام وعدم زهق المزيد من الارواح.
وأضاءت تاتيانا كوروليوفا وايلينا حمود وأولغا سليمان الشموع خلال إحياء «أحد مرفع اللحم – تذكار الموتى» حيث رفعن مع الجاليتين الروسية والأوكرانية من أبناء الرعية الصلوات والدعاء بأن يوقف الحرب ويعم السلام البلدين وشعبيهما.
وترأس وكيل متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للطائفة الأرثوذكسية المطران الياس كفوري، الأب إبراهيم سعد قداساً بالمناسبة، يعاونه كاهن رعية صيدا الأب جوزيف خوري بمشاركة حشد من أبناء الرعية ومن بينهم مواطنون روس واوكران وبيلاروس مقيمون في صيدا والجنوب، قائلاً: «نتمنى الخير لكل الشعوب ولا نريد الحروب ونصلي دائماً لأجل السلام لكل العالم ولا نتدخل بالسياسة ولا نؤيد سياسياً يتصرف بشكل خاطئ تجاه الآخرين».
بينما قال الأب جوزيف خوري: «الحروب سياسية، نحن لا نتمنى الا الفرح والخير لكل انسان. كشعب مؤمن نصلي من اجل السلام في كل العالم، نسأل الله أن يرأف بكل شخص موجود في موقع مؤلم وقاس، ان كان مريضاً او مصاباً او أسيراً، وان يرسل السلام لكل الناس هذا ما نطلبه في كنيستنا عندما نقول «من اجل سلام كل العالم من دون استثناء»، لذلك نضم صوتنا الى أصوات كل الناس المتألمين ليتشفع الله بكل انسان في موقع ضيق، وان يزيل الله الحروب عن كل الأرض بصلوات كل انسان مؤمن».
وخلال القداس، عبّرت الروسيات والاوكرانيات عن آمالهن في ان تتوقف الحرب سريعاً لان نتائجها كارثية على الشعبين، وان يعم السلام البلدين الجارين وكل العالم.
وقالت ايرينا أسعد وهي سيدة أوكرانية متأهلة من لبناني وهي دامعة العينين تأثراً بما يجري في بلدها «نريد ان يأتوا الى أوكرانيا بالورود وليس بالسلاح.. انتم رأيتم ماذا يجري عندنا.. نتمنى ان تصلوا كي لا تستمر الحرب لأن الحرب لا توصل الى نتائج».
وأشارت الروسية اليكسي بورسينكوف «ان قلبي حزين على ما يجري.. لا نريد لجارتنا اوكرانيا ان تدفع ثمن الآخرين على ارضها، نتمنى ان تستغل فرصة السلام من اجل حماية شعبها والسير قدماً في بناء مستقبل زاهر يقوم على المحبة التآخي.
ومع اندلاع الحرب الروسية – الاوكرانية، سلطت الاضواء على الجاليتين في صيدا ومنطقتها، وقد تبين وجود عدد كبير منهم، اذ خلال عصر الاتحاد السوفياتي السابق سافر الكثير من الطلاب اللبنانيين والفلسطينيين على وجه التحديد وبمنح مجانية الى روسيا واوكرانيا ورومانيا وبلغاريا وتلقوا علومهم المختلفة وخاصة الطبية وعاد كثير منهم وقد تزوجوا من جنسيات الدول التي درسوا فيها.
ويقول الدكتور حسين كروم لـ»نداء الوطن» الحاصل على الجنسية الروسية، لقد درست الطب مع كثير من الطلاب في الاتحاد السوفياتي سابقاً في فترة ثمانينية القرن الماضي، ولم نكن نذكر اسم الدول بعينها وبعضنا حصل على الجنسية وبعضنا الاخر تزوج ثم عاد الى صيدا للعمل فيها، وغالبيتنا تجمعنا علاقات زمالة ومحبة واحترام، ونتمنى ان تتوقف الحرب لانها في كل الاحوال كارثة على الشعب.
ويؤكد الدكتور دياب العوض، الحاصل على الجنسية جراء زواجه من اوكرانية لـ»نداء الوطن»، ان زوجته تعيش حالة من القلق والخوف وهي على اتصال دائم مع والدتها المقيمة في كييف، قبل ان يضيف: «لقد اجبرتها شدة القصف على مغادرتها نحو الغرب وستسعى للوصول الى بولندا قريباً».