لبنان

حريق أوكرانيا يمتدّ إلينا.. واستعداد لـ”حرب الخبز”

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

إذا كانت نيران الحرب إشتعلت في روسيا وأوكرانيا، فإن حريقها سيطال الشعب اللبناني، وقد بدأ يستعد للمعركة الجديدة مع فقدان سلع وارتفاع أسعارها، ويعدّ العدّة للحرب المحتملة بتخزين الطحين والزيت والغاز وبعض السلع الغذائية تحسباً لارتفاع اسعارها بشكل مضاعف أو فقدانها.

ليس العالم وحده يحبس انفاسه من الحرب الدائرة بين روسيا واوكرانيا، أيضا لبنان. فما إن وضعت اوزارها حتى بدأ الحديث عن إرتفاع اسعار وفقدان وسلع، وكأنه لم يكن ينقصه سوى مزيد من التخبط الإقتصادي والمعيشي، اذ لم يتنفس الصعداء بعد من حرب الاسعار التي شنّها ضدّه التجار بكل مشاربهم، حتى يستعدّ لخوض معركة غلاء جديدة، وهذه المرة بسبب الحرب البعيدة المدى، وليس بسبب الدولار والمازوت والنقل والاشتراك وغيرها.

لا شك ان الحرب بدأت تترك تداعياتها على الشعب اللبناني، لعل ابرزها الخوف من فقدان الطحين والزيت وارتفاع اسعار المحروقات، ما دفعه للتهافت على شراء الطحين وتخزينه خشية فقدانه وتحليق سعره، فوفق سوسن «يسند خابية في ما لو توقف امداد لبنان به وانتاج الخبز»، اشترت قرابة الـ60 كيلو وتفكر بإقتناء طابونة صغيرة.

«الناس شبعت ذلاً واحتكاراً»، يعلق إبراهيم على المشهد. وبحسبه «اللبناني تعلّم من تجاربه في الازمة، ويرى ان التخزين يخفف عبء الاحتكار، أضف الى انه يمكننا صناعة الخبز في ما لو فقد من الاسواق».

صحيح ان الوضع ما زال تحت السيطرة في ظل تطمينات اركان السلطة، الا ان المواطن بات لا يصدق شيئاً، وهذا ما تؤكده أم يوسف وقد بدأت تخزن الزيت والطحين وما امكنها، خشية رفع الاسعار. لا تتردد بالقول: «عدنا الى زمن الحرب، هذه المرة نتلمسها اكثر، وبما اننا ذقنا ويلاتها سابقاً، نتحضر لها وأبرز اسلحة المواجهة الطحين والغاز، لذا اجهد في تأمين ما أمكن».

الكل يخزّن ويشتري ما تيسّر له، الطحين اختفى من رفوف السوبرماركات، والزحف نحو متاجر بيعه يرتفع، ومن المتوقع ان يشهد تهافتاً ملحوظاً بداية الأسبوع، خشية رفع سعره اضعافاً مضاعفة، وهذا ما حدا بجنان لاستباق الغلاء المرتقب، واشترت قرابة الـ50 كيلو من الطحين وغالوني زيت وجرتي غاز، وتجزم بأن هذه السلع سيتضاعف سعرها مرتين واكثر، «فالتجار يقتنصون الفرص لسرقتنا، ولن نسمح لهم هذه المرة».

الكل بدأ يستعدّ لجولة جديدة من المعركة الاقتصادية في لبنان، فالغلاء سيكون عنوان الاسابيع المقبلة، التي ستتفتح بإرتفاع اسعار المحروقات وستليها أسعار الطحين والزيت والسلع الغذائية وقد تنسحب على اسعار الدجاج واللحوم، وستنعكس الازمة على سعر المنقوشة، ولا يستبعد علي صاحب فرن رفع سعرها في ما لو ارتفع سعر الطحين «وربما نصل الى حد الاقفال في ما لو فقد الطحين، وبالتالي خسارة عملنا، فالطحين يدخل في سلع عديدة ولو انقطع مواطنون كثر سيصبحون بلا عمل وقطاعات قد تتوقف».

الى الطابونة در، وتخزين القمح، تقول فريال، وقد اشترت طابونة وصاجاً صغيراً استعداداً لاي أزمة طارئة، وتؤكد انها ستعدّ الخبز في المنزل في ما لو وقعت حرب الخبز الذي يجري الحديث عنها، «فنحن بلد فارط اقتصادياً لا نملك مخزون قمح ولا محروقات وكل سلعنا مستوردة، لو كنا بلداً صناعياً وزراعياً متطوراً لما كنا تأثرنا بالحرب هكذا، بل على العكس اقله تمكنا من المواجهة».

على طول الازمة التي عصفت بلبنان منذ قرابة السنتين لم تتمكن الحكومات المتعاقبة من وضع خطة طوارئ، ولم تضع سياسة اقتصادية تقي الناس شر الاحتكار والغلاء، على العكس، أبقت القديم على قدمه من دون حلول او معالجات، ومع بدء حرب الروس والاوكران، كان الشعب اللبناني اول المتأثرين بها، فهو يرزح تحت وطأة ازمة اقتصادية خانقة بالإضافة الى الحرب التي ستعري الدولة اكثر وتفقد المواطن آخر اوراق المواجهة.

مقالات ذات صلة