لبنان

هل نقول وداعاً للمستشفيات الحكوميّة؟

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

فرط عقد الحلول نهائياً، وبات البحث عن خياط «شاطر» لجمعها الشغل الشاغل، وربما الى طبيب ماهر يجري عملية إستئصال لسرطان الحُفر التي اجتاحت الطرقات الى حد بات بين الحفرة والحفرة، حفرة، نتيجة غياب الزفت منذ زمن بعيد، والذي من المتوقع ان يهبط في زمن الإنتخابات على شكل «ترقيع»، إذ تجري الاحزاب سلسلة فحوصات ميدانية للحفر الاكبر، للبدء بها، ضمن عملية إستئصال نقمة الناس ضدها كسباً لأصواتهم. فالخدمات الإنتخابية بدأت تفعل فعلها إن لجهة «الثنائي»، او لجهة المعارضة، ويبدو أنها بدأت تلملم صفوفها استعداداً لإطلاق حملتها الإنتخابية نهار الاثنين المقبل، ضمن خطوط عريضة رسمتها في برنامجها الإنتخابي، ويرتكز على الدفع باتجاه استعادة الوضع الاقتصادي صحته، ودعم المودعين وتغيير المنظومة الفاسدة وتحرير القضاء من تبعيته وغيرها من العناوين التي ستخوض المعارضة معركتها على أساسها، وإن كانت المعركة الاكبر ستكون على المقعد المسيحي في قضاءي مرجعيون وحاصبيا، حيث يطمح «الشيوعي» للحصول عليه .

صحيح أن لا مرشحين جدّيين حتى الساعة بانتظار إنتهاء الماكينات الانتخابية من مهمتها، الا أن المعارضة الجنوبية بدأت تغربل مرشحيها وتركز على الاسماء والشخصيات المقبولة من الشارع لتتمكن من استقطاب الاصوات الشعبية، رغم ان الناس تغرّد على غير موجة. فالهم الاكبر اليوم الطبابة وقد باتت شبه مستحيلة.

مرة جديدة يقف المواطن عاجزاً أمام فاتورة الاستشفاء، القضية تتعلق بوقف الدعم الحكومي للمستشفيات الحكومية، ما يعني بلغة الارقام، ان الفاتورة ستتضاعف مرتين وثلاثاً على عين وزارة عاجزة عن تأمين الدعم نظراً لشح امكانياتها.

«بح دعم» والى التقشف در، هي خلاصة ما آلت اليه اوضاع المستشفيات الحكومية ومن بينها مستشفى النبطية الحكومي الذي دخل على خط التقشف من بابه العريض، بعدما خسر دعم المازوت الشهري من الامم المتحدة وكان يصل الى حدود الـ50 الف دولار، إضافة الى توقف دعم مرضى كورونا جراء توقف البنك الدولي عن دعمه للعديد من الحالات، ما سيؤدي الى إرتفاع الفاتورة التي لا يغطي منها الضمان سوى 5 بالمئة والباقي على المواطن المفلس تدبّره.

«ليس الوضع على ما يرام، وسنكون امام سنة صعبة جداً» يقول مدير عام مستشفى نبيه بري الجامعي الدكتور حسن وزنة، ولا يخفي صعوبة المرحلة، ما دفعه لاعلان حالة تقشف ستطال العديد من الامور، رغم تأكيده «أننا سنبقى الى جانب المريض لأننا نفهم وضعه الاقتصادي».

وتأتي خطوة وزني بعدما تبلغ بشكل رسمي من الجهات المانحة عبر وزير الصحة ان الامم المتحدة قررت وقف دعم المستشفى بالمازوت وكان يصل شهريا الى حدود الـ50 الف دولار، لافتاً الى ان هذه الكلفة المستجدة ستدخل في الفاتورة»، مؤكداً أن كل المساعدات توقفت، داعياً الى ان يتركز الدعم الحكومي أولاً واخيراً على الطبابة لانها اولوية اكثر من باقي القطاعات.

توقف دعم المستشفيات الحكومية سيترك تداعياته الخطيرة على المريض وهو يفضل الموت وجعاً على الموت بفاتورة الطبابة بعدما باتت خارج قدراته. فهل سنقول وداعاً للمستشفيات الحكومية؟

بحسب المعلومات، فإن العمليات الجراحية ستصبح من رابع المستحيلات، حتى الولادة القيصرية ستكون فاتورتها قاسية جداً لانها قد تتخطى الـ10 ملايين ليرة، اذ يطلب الطبيب الدفع له كاش ليوافق على اجراء العملية داخل المستشفى الحكومي.

توقف الدعم هو بداية انهيار لمستشفيات ستكون أمام مأزق خطير، و»ستدب داخلها» الصرخة عما قريب خاصة وأنها تتكبد اعباء كبيرة لجهة المستلزمات والادوية والاكل التي تشتريها وفق الدولار الفريش فيما الضمان والتأمين والوزارة تغطيها على سعر الـ1500 ليرة لبنانية ما دفع بها للدخول في التقشف القاسي لتتمكن من الصمود.

مقالات ذات صلة