الرئيس عون: ما يقال حول التنازل في التفاوض عن حقوق لبنان في الحدود البحرية “ليس صحيحاً”
استقبل رئيس الجمهورية ميشال عون وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية والديبلوماسية والتحضيرات التي تقوم بها الوزارة لتمكين اللبنانيين المنتشرين في الخارج من الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة وتأمين كل المستلزمات المتصلة بالعملية الانتخابية في الخارج.
سياسيا، استقبل الرئيس عون الوزير السابق ناجي البستاني وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والمستجدات السياسية. كما تطرق البحث الى حاجات منطقة الشوف ولا سيما المراحل التي قطعها تشييد المستشفى الحكومي في دير القمر في ضوء الهبة الكويتية المخصصة له والدراسات والخرائط التي كلف الاستشاري باعدادها من قبل مجلس الانماء والاعمار والتي ترتبط كلفتها بقيمة الهبة البالغة مليوني دولار أميركي.
واستقبل الرئيس عون وفد “المجمع الثقافي الجعفري للبحوث والدراسات الإسلامية وحوار الأديان” برئاسة رئيسه الشيخ محمد حسين الحاج. وضم الوفد كلا من السادة حسان قطب، عمر المصري، قاسم قصير، ايلي سرغاني، عبد اللطيف سنو وفوزي بيطار.
في مستهل اللقاء، القى الشيخ الحاج كلمة شكر فيها الرئيس عون على استقبال الوفد، مثنيا على الجهود التي بذلها العهد لجهة تجنيب البلاد أي انتكاسة امنية رغم الظروف الصعبة التي يعيشها، معتبرا ان المحافظة على الاستقرار الأمني لا يمكن الا وضعه في خانة الإنجازات الأساسية التي يعتد بها، رغم وجود بعض الثغرات والتي يمكن ان تحصل في كل بلد.
وعرض الشيخ الحاج لاعمال المجمع الذي يعتبر من اهم المؤسسات الحوارية في البلاد. وإذ لفت الى دعوة رئيس الجمهورية الى انشاء اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار، فانه اكد ان المجمع يتطلع الى هذه الاكاديمية باعتبار ان لبنان بامس الحاجة اليها والى مؤسسات حوارية تسعى الى دعم الحوار الإسلامي -المسيحي، والإسلامي- الإسلامي لا سيما وانه بلد التعايش المشترك.
وقال: لاحظنا أخيرا انه لا بد من ان تكون هناك دعوة للحوار على المستوى السياسي، فدعونا الى الدولة المدنية وتبنينا مشروع هذه الدولة التي هي دولة القانون والتي نأمل ان يكون هناك تبن لها بعيدا عن المحاصصة والسياسة والطائفية والمذهبية، وليكن فيها الكفوء في المكان والمنصب المناسبين، لأننا اذا ما اعتمدنا هذه الدولة يمكن ان تحل كل المشكلات بغض النظر عن تطبيق ما اتفق عليه اكان في الدوحة او الطائف. وتمنى على رئيس الجمهورية ان يكون هناك اهتمام وتنويه بالمؤسسات التي تعمل لتعزيز الحوار، لا سيما وان الرئيس عون يدعو دائما الى الحوار ويتبناه ويرغب بقيامه على مختلف الأصعدة وهو لطالما ابدى اهتماما بالجهود التي يبذلها المجمع.
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد ومثنيا على العمل الذي يقوم به المجمع لا سيما لجهة توجيه المجتمع نحو السلام والمحبة الامر الذي نحن بامس الحاجة اليه لكي يعرف الانسان أخيه الانسان، خاصة واننا جميعا مؤمنون بالله وعلينا ان ندعو الى السلام في ما بيننا. أضاف: ان تأسيس اكاديمية الحوار من شأنها ان تقرب الناس وتعرفهم الى بعضهم البعض فيتوصل العالم بذلك الى إشاعة السلام والمحبة بين البشر من مختلف الحضارات.
أضاف: اننا في دعوتنا الى انشاء هذه الاكاديمية نعطي لبنان نموذجا للحياة المشتركة وذلك رغم الاختلاف السياسي بين اللبنانيين والذي لا يجب ان ينعكس اختلافا إنسانيا ووطنيا، لان السياسة تختلف عن القيم. وهنا علينا ان نقوم بجهود، كل من موقعه، لكي يبقى الخلاف السياسي في حدود السياسة ولا يتحول الى خلاف بين الناس، ويبقى الوطن وطنا.
وتابع الرئيس عون متحدثا عن الازمة التي يمر بها لبنان لا سيما من الناحيتين الاقتصادية والمالية التي أوصلت الكثير من اللبنانيين الى حالة الفقر المدقع، فلفت الى قيام البعض بمهاجمته شخصيا لمكافحته الفساد، ومحاولة هذا البعض تصوير الأمور على انها قضية شخصية او طائفية رغم ان الأمور هي عكس ذلك تماما، وقال: لقد وضعت المصارف ودائع في المصرف المركزي بقيمىة 86 مليار دولار، أعطيت منها الحكومة 5 مليارات ، وتقدر قيمة الاحتياطات المتبقية بـ 13 مليار، والسؤال الأهم اين ذهبت الـ 68 مليار. ان هذا الامر لا يجب ان يحصل ولا يمكن لمن يريد ان يحكم ان يحول المواطنين الى فقراء بدلا من مساعدتهم وخلق فرص العمل لهم والمحافظة على الثروة الوطنية. اننا اليوم بحاجة لان يتضامن اللبنانيون لمكافحة الفساد لا ان يطلقوا الحملات الإعلامية.
ولفت الى ما يقال عن عملية التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، مؤكدا ان كل ما يقال حول التنازل عن حقوق لبنان في الحدود البحرية ليس صحيحا لان من يطلقونه غير ملمين بما دار في خلال النقاشات، التي سوف تحفظ حقوق لبنان وثروته الطبيعية، وهذا هو المهم.
وختم الرئيس عون مؤكدا على أهمية ان يترافق الحوار مع تعميم ثقافة التضامن الوطني
لمحاربة الفساد والمحافظة على القيم الإنسانية المختلفة والفضائل الحسنة لكي نتمكن من الاستمرار، مشددا على ان الحوارهو المنطلق للوصول الى نتائج مثمرة.
وفد الكلية الجامعية للاعنف وحقوق الانسانالى ذلك، استقبل الرئيس عون وفد من الكلية الجامعية للاعنف وحقوق الانسان AUNOHR ضم مؤسستها الدكتورة اوغاريت يونان ورئيستها الدكتورة الهام كلاب ونائب رئيس الجامعة الدكتور عبد الحسين شعبان. وقد اطلع الوفد الرئيس عون على دور الجامعة التي نالت ترخيصها في العام 2014 وباشرت التدريس في العام 2015، وستحتفل قريبا بتخريج اول دفعة من طلابها من حملة شهادة ماجيستير في اللاعنف في العالم، وهؤلاء الطلاب من لبنان وخمسة بلدان اخرى. واوضح الوفد ان الكلية تتضمن اختصاصات بمستوى الماجيستير ابرزها في فلسفة ومهارات التربية اللاعنفية، والتدريب الاجتماعي والطرائق الناشطة، وادارة النزاعات والوساطة اللاعنفية، والمسرح التربوي اللاعنفي، والتربية المدنية، وتعليم المواطنة، وثقافة ومهارات تعليم حقوق الانسان، وفلسفة ومنهجيات اللاعنف، والتواصل اللاعنفي، ومهارات الاعلام الخ، واوضح اعضاء الوفد ان الكلية ترتكز على ثلاثين سنة من الخبرة الحياتية والعمل الفكري والميداني، وهي مستقلة عن اي جهة محلية او خارجية وتعتبر الاولى من نوعها في لبنان والمنطقة. وتستقبل الكلية طلابا من لبنان وسائر الدول العربية ويتم قبول ملفاتهم للتسجيل من سائر المجالات الاكاديمية تبعا لالية علمية مرنة كون لا اختصاصات سابقة مماثلة في التعليم العالي.
ونوه الرئيس عون بالدور الذي تلعبه الكلية في مجال تعميم ثقافة اللاعنف وحقوق الانسان لافتا الى أهمية هذه الثقافة خصوصا في الظروف التي تمر بها دول العالم حيث يسود العنف ويتوسع.