ساعة كهرباء واحدة… وصيف مخيف ينتظرنا!
كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
لا يأبه الناس بوعود وزير الطاقة عن الكهرباء والتحسّن في ساعات التغذية والتي ستصبح 17 ساعة في أواخر العام وحلول العام 2023؛ ولا حتّى لكلامه عن خطة لإنشاء معامل جديدة. فكلّ ذلك بالنسبة إليهم، أضغاث أحلامه حتى يثبت لهم العكس.
ما يهمّ اللبنانيين، أنّ كل الإجتماعات وجولات السفر والإتفاقيات التي يعلن عنها وزير الطاقة حتى اليوم، لم تجلب دقيقة كهرباء واحدة إضافية، لا سيما أن المناطق التي كانت تنعم بالسابق وقُبيل مجيئه والحكومة بـ 10 – 12 ساعة تغذية بالكهرباء، وتعتمد على الباقي من المولّدات الخاصة، باتت حصّتها من ساعات التغذية اليومية (ساعة واحدة)، ولا قدرة لديها على تأمين ساعات التغذية بالمولّدات الخاصة التي ارتفعت كثيرًا.
ساعة كهرباء واحدة!
تعيش مناطق الشمال لا سيما عكار وطرابلس والكورة والضنية منذ أشهر على ساعة كهرباء واحدة، في النهار والليل، ويحاول المواطنون استغلالها لتعبئة خزّاناتهم بالمياه. لكن الأمور الأخرى التي تحتاج إلى كهرباء فهي غير مؤمّنة.
وبالحديث عن ساعة الكهرباء الوحيدة واليتيمة تلك، فهي الأخرى غير ثابتة، ويذهب خلالها التيّار ويجيء مرّات عدّة حيث يصف المواطنون ذلك الوضع بقولهم «كهرباء الدولة عم تعلم تعليم»، علماً أن الكهرباء تنقطع لأيام عدّة متتالية من دون أن يشعر المواطنون بذلك، لا سيما أن قسماً منهم يعيش حالياً على الـ 3 ساعات التي تؤمنها المولدات الخاصة.
صيف مخيف
وفي هذا الصدد يتخوّف المواطنون من فصل الصيف وهم بحاجة إلى الكهرباء لتشغيل المكيّفات وتحمّل موجات الحرّ. لكن مع انقطاع كهرباء الدولة المستمرّ من جهة وعدم قدرتهم على تأمين فواتير مولّدات الإشتراك الخاصة، وقد صارت أسعارها خيالية من دون مكيّفات بعدما فاق سعر الكيلوواط الواحد في بعض المناطق 15 ألف ليرة، فكيف سيكون الوضع مع تشغيل مكيّفات!!.
ولأنّ المواطنين لا يصدقون كلام الوزير وليد فياض ولا وعوده فإنهم في بحث دائم عن كهرباء بديلة تؤمن الإنارة داخل المنزل وتشغيل المكيف أو البراد، اللذين لا غنى عنهما في فصل الصيف. ويسأل أكثريّتهم عن الإنارة بالطاقة الشمسيّة كحلّ بديل فيدفعون مرة واحدة ويرتاحون، لكنّهم يتفاجأون بأسعارها المرتفعة هي الأخرى؛ حيث يحتاج البيت الواحد أكثر من 5000 دولار أميركي لتأمين 10 أمبير طاقة لتشغيل مكيف منزلي واحد، وهذه أكلاف مرتفعة لا قدرة لدى العائلات الشمالية المنهكة مادياً على تحمّلها.
من المؤكد أن صيفاً بلا كهرباء وتكييف وتبريد ينتظر اللبنانيين هذا العام ولا حلول للأزمة في الأفق، والمفارقة الغريبة في لبنان أن الإستثناء يتحوّل قاعدة. فالناس وبدل أن يعيشوا على كهرباء الدولة، يطالبون بتخفيض أسعار الإشتراك ويبحثون عن تأمين طاقة بديلة بأي شكل. ولو كانوا يصدقون الوزراء والحكومات ووعودهم لما كانوا يفعلون ذلك، لكن وعودهم الزائفة هي من جعلتهم لا يثقون، وكلّنا يذكر وعود باسيل ووزراء طاقة التيار الوطني الحرّ بالكهرباء 24 / 24 التي تحققت بالمقلوب، أي كهرباء مقطوعة 24 / 24.