لبنان

مقعدٌ نيابيّ يشعل خلافاً حزبيّاً!

كتبت صفاء درويش في موقع mtv:

حتى الساعة، لم تنجح الجهود في ثني جناح أسعد حردان عن ترشيح سليم سعادة في دائرة الشمال الثالثة عن أحد مقاعد الكورة الأرثوذكسيّة الثلاثة، في وقت يتّجه الحزب السوري القومي الاجتماعي (المركز) لترشيح آخر على المقعد نفسه.

ووفق المعلومات، فقد دخل أحد حلفاء الحزب على خط التفاوض مع جناح حردان لمحاولة رأب الصدع انتخابيًا على الأقلّ، في محاولة لعدم ترشيح قوميين في دائرة واحدة. أتى ذلك بعد أن كان هناك شبه اتفاق بين حردان والثنائي الشيعي على تحييد المقعد الأرثوذوكسي في دائرة الجنوب الثالثة عن المقاعد التي تنوي الروشة الترشيح عليها وذلك حفظًا لحالة حردان من قبل الثنائي الشيعي بتمنٍّ سوري.
فما يحصل في الكورة مربك في الحسابات بعض الشيء. سليم سعادة، ووفق المعلومات أيضًا، لن يستطيع الحصول على الرقم الذّي حصل عليه في انتخابات عام ٢٠١٨، ولو أصرّ على الاكمال بترشيحه هذه المرّة يكون ترشيحه فقط لازعاج المرشح الرسمي المتبنى من المركز، وهذا الأمر، لا يوضع سوى في خانة “الزكزكات الحزبيّة الداخليّة”.
هذا ويتجه المركز لاختيار مرشّحٍ من بين عدّة مرشّحين أبرزهم الدكتور وليد عازار وجورج جريج، اللّذين لهما تاريخ من الخدمات في منطقة الكورة ولهما حضور واسع على صعيد القوميّين.

حسابيًّا، تمكّن سليم سعادة من حصد ٥٢٦٣ صوتًا في المرّة الماضية، عندما مدّه جميع قوميي الكورة بأصواتهم. أمّا اليوم فكلّ التّقديرات تشير الى أنّ سليم سعادة لن يستطيع الحصول على أكثر من بضع مئات من الأصوات وأنّ ترشيحه يعدّ إساءة لتاريخ الحزب القومي ليس فقط في الكورة وإنّما في كلّ لبنان.
هذا وتشير المعلومات الى أنّ المركز، أي الروشة، يفضّل التحالف مع التّيّار الوطني الحرّ بعد حسم اسم مرشحه بين الاثنين المذكورين. ولكن، في حال ترشّح سليم سعادة، سيسعى أسعد حردان للتحالف مع لائحة أخرى، يرجّح أن تكون لائحة المردة. وفي حال حصول هذا الأمر يعني تقلّص حظوظ وصول أي مرشّح قومي إلى النّدوة البرلمانية. وبالتّالي سيقوم المرشحان برفع الحاصل للائحتيهما ولكن من دون وصول أي متهما، وبذلك يكون القوميون هم الخاسرون في الكورة.
أسبوعان حاسمان من المنتظر والمتوقّع أن تتمكّن الجهود من سحب سليم سعادة لصالح مرشح الحزب الرسمي، على أن يعطي القوميون أصواتهم لمرشح واحد يحاولون ايصاله إلى البرلمان.

أزمة مقعد الكورة لدى القوميين تفتح نقاشًا أوسع: هل تنذر صعوبة تذليل العقد بين جناحين لحزب ذات عقيدة واحدة باستحالة جمع حلفاء حزب الله المتخاصمين أصحاب المشاريع المختلفة على لوائح واحدة؟

مقالات ذات صلة