كيف نتحمّل نجيب ميقاتي؟
خاص موقع mtv
انشغل الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أمس بما قاله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد جلسة مجلس الوزراء. مضمون الكلام يشكّل سقوطاً لرئيس حكومة انتظرها اللبنانيّون لتنقذهم، فإذا برئيسها لا يطلّ إلا ليبشّر بالأسوأ.
قال ميقاتي: “لا قدرة لدينا بعد اليوم على أن نُقدّم خدمات كالكهرباء والهاتف مجاناً”. حسناً يا دولة الرئيس، ما عليك، في الاجتماع المقبل لمجلس الوزراء، إلا أن تطلب حضور قائد الجيش ومدير عام قوى الأمن الداخلي ومدير عام أمن الدولة لتكلّفهم الحكومة بضبط المخالفين الذين يسرقون الكهرباء ويكبّدون الخزينة خسائر كبيرة. حينها، فعلاً، تكفّ عن تقديم الكهرباء مجاناً.
وعليك أيضاً يا دولة الرئيس أن تحاول الدخول الى مغارة الاتصالات، بشركتَيها المثقلتين بالموظفين وبالهدر الكبير منذ سنوات، وقد تحوّلت الشركتان الى بقرة حلوب تموّل الأحزاب والسياسيّين ومهرجاناتهم الفنيّة وأنديتهم الرياضيّة وجمعيّاتهم الخيريّة.
حينها، فعلاً، تبدأ الدولة بإصلاح الهاتف. ولعلّ الإصلاح يمرّ أيضاً باستعادة المبلغ الذي سُلب من المواطنين، منذ سنوات، حين دفع كلّ منّا ٥٠٠ دولار أميركي. هل تعلم شيئاً عن هذا المبلغ يا دولة الرئيس؟
وقال ميقاتي أيضاً إنّ على اللبنانيّين أن يتحمّلوا بعضهم. نعتذر عن هذه يا طويل العمر والقامة. لم يعد بإمكاننا أن نتحمّل. نريد منك حلولاً، لا بكاءً. نريد من حكومتك أن تحقّق إنجازاً ما، أفضل، بالتأكيد، من الموازنة التي أقرّت أمس.
لا، لن نتحمّل بعد. السؤال الأكبر هو كيف سنتحمّل من يريدنا أن نتحمّل؟