لبنان

في عزّ البرد.. المازوت يختفي من السوق!

كتب عيسى يحيى في “نداء الوطن”:

أحكمت العاصفة «ياسمين» قبضتها على البقاع الشمالي، وعزل الجنرال الأبيض القرى والبلدات الجبلية، وبدأت معه معاناة البقاعيين في البحث عن سبل التدفئة المفقودة وسط مناشدات بتأمين المازوت وفتح الطرقات.

على مدى أكثر من عشرين ساعة لم يهدأ هطول الثلج، حيث بدأت التراكمات الثلجية تتزايد في ساعات الليل مسجلةً معدلات لم تشهدها المنطقة هذا العام، فانعدمت الحركة على الطرقات وأقفلت المحال التجارية والمحطات، والتزم المواطنون منازلهم بعدما أمّنوا ما استطاعوا من مأكل ومازوت لمواجهة الأيام المقبلة. كذلك انقطع التيار الكهربائي في المحافظة بأكملها نتيجة أعطال بسبب سوء الأحوال الجوية، فيما وصلت سماكة الثلوج الى ما فوق النصف متر في القرى والبلدات التي يزيد ارتفاعها عن 1200 متر.

في هذه الاجواء، لا يترك التجار والفجار مناسبةً إلا ويستغلون فيها الناس لزيادة أرباحهم، لا يهتمون لنزول الدولار او لعاصفة ثلجية يسعى خلالها الناس لتأمين ما أمكن كي يخرجوا سالمين، يبحثون عن وسائل التدفئة التي فقدت بسحر ساحر وبعلم أصحاب المحطات وخلفها الشركات الموزعة.

في عزّ الصقيع الذي يقضّ مضاجع البقاعيين من دون أن يرف جفنٌ لنواب ومسؤولين ووزارات مختصة وأحزاب، فقد المازوت من المحطات في بعلبك والجوار، في خطوة من أصحاب المحطات أهدافها معلومة ومجهولة، وخلفها الشركات الموزعة، فيما غاب المازوت الإيراني عن الساحة البقاعية وترك الناس لمصيرهم يواجهون البرد والصقيع بالرحمة والتقرب من الله ليخفف عنهم وطأة العاصفة، وبكيل الدعوات والشتائم على المسؤولين والمعنيين.

عشرات البقاعيين يحملون الغالونات ويتنقّلون من محطةٍ الى أخرى بحثاً عن المازوت دون أن يوفّقوا، وحدها محطة استلمت حصتها من الشركة الموزعة ليل الثلاثاء كانت تبيع المادة حتى نفاد المخزون، فيما رفعت المحطات الأخرى خراطيمها من دون أي مبرر. وقال أحد المعنيين لـ»نداء الوطن»: «إن تفضيل الربح على تأمين المادة لأهل المنطقة في عز البرد هدف بعض ضعاف النفوس من أصحاب محطات وشركات موزعة، فالشركات تبيع صفيحة المازوت في بيروت بـ 16 دولاراً لأصحاب المولدات وغيرهم، في حين حددت وزارة الطاقة سعرها بـ 335 ألف ليرة حصة المحطة منها سبعة آلاف ليرة، أي ما يوازي 13 دولاراً ونصف».

وأشار إلى «أن أصحاب المحطات يمتنعون عن بيع المازوت نظراً لتلاعبهم بالعدادات والبيع بسعر أعلى من السعر الرسمي حيث وصل سعر الصفيحة الى 375 ألفاً، ومع قيام البلديات وجهاز أمن الدولة بالكشف على العدادات وتسعيرة المحطات، يفضّل أصحاب الأخيرة الامتناع عن البيع داخل محطاتهم مع الابقاء على التوزيع الى المنازل وتسجيل الأسعار التي تناسبهم من دون حسيبٍ أو رقيب»، مضيفاً بأن «البعض باع أمس الصفيحة بـ390 ألفاً».

وعن المازوت الإيراني اكد المصدر أن «الصهاريج تعبر بشكل يومي من الأراضي السورية الى الداخل اللبناني، ويشاهدها المواطنون تمرّ من أمامهم، مؤكداً أن وجهة الصهاريج هي الجنوب».

وعلى خط المواطنين، جال عمار د. على أكثر من محطة في مدينة بعلبك حتى تسنى له تعبئة 20 ليتراً بسعر 370 ألفاً، وقال لـ»نداء الوطن»: «إن الناس لا تستطيع أن تستمر في جو كهذا من دون تدفئة، وفي ظل غياب المساعدات الاجتماعية ووقوف أهل الخير الى جانبهم وتأمين المازوت أقله»، متسائلاً «عن دور الأحزاب ولماذا لا تساعد الناس؟ واذا كانت تعوّل عليهم انتخابياً، لماذا لا تقدّم لهم ما أمكن الآن من دون أن تنتظر الاستحقاق؟».

mtv

مقالات ذات صلة