النفايات ستسبح في الشوارع قريباً… والمسؤولون يتفرّجون
كتب داني حداد في موقع mtv:
النُفايات ستتكدّس قريباً في الشوارع، وقد تسبح في الطرقات مع هطول الأمطار. الأمر سيصبح واقعاً إن لم تسارع الجهات المختصّة الى إيجاد حلٍّ سريع.
لم تعد الأسعار المعتمدة في مناقصة تلزيم شركات النفايات تناسب أيّاً من الشركات التي تعمل في القطاع، وذلك بعد زيادة أعبائها وخصوصاً بعد رفع الدعم الكلّي عن المحروقات.
إلا أنّ رفع الأسعار من قبل مجلس الإنماء والإعمار معطّل بسبب عدم قدرة مجلس إدارة المجلس على الانعقاد نتيجة الشغور فيه، واستقالة أحد أعضائه أخيراً، يحيى السنكري، الذي يرفض المشاركة في اجتماعاته خوفاً على مصالحه في السعودية حيث يعمل، على الرغم من أنّ استقالته لم تقبَل بعد.
ويفتح هذا التعطيل الباب أمام توقف الشركات نهائيّاً عن العمل، الأمر الذي سيفجّر أزمة النفايات في الأسابيع القليلة المقبلة، وسيزيد أزمةً، ربما تكون الأسوأ، على بلدٍ غارق في الأزمات وسط عجز المسؤولين فيه أو فشلهم.
لذا، فإنّ المطلوب من المسؤولين، وفي طليعتهم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، أن يجدوا حلّاً سريعاً قبل اتخاذ الشركات قرارها الصعب الذي سيؤدّي الى انفجارٍ “نفاياتيّ” في شهر الأعياد.
وجهٌ آخر للأزمة عنوانه مطمر الناعمة. عملت شركة “سوكومي” لمدّة سنتين تقريباً مجاناً في هذا المطمر، بعد انتهاء عقدها، قبل أن تتّخذ قرارها بالتوقف. حينها، بادر مجلس الإنماء والإعمار الى الطلب من شركة “سيتي بلو” أن تحلّ مكان “سوكومي” وتؤمّن المحروقات لتشغيل المطمر. فعلت “سيتي بلو” ذلك مجاناً أيضاً، وأعدّت، بناءً على طلب المجلس، دراسةً عن كلفة تشغيله إلا أنّ إجراء المناقصة غير متاح حاليّاً بسبب عدم توفّر نصاب لمجلس إدارة “الإنماء والإعمار”.
لذا، فإنّ عدم إجراء مناقصة سريعاً سيؤدّي الى توقف العمل نهائيّاً في المطمر. هنا يُستغرب تلكؤ المسؤولين في توفير حلٍّ لهذه القضيّة، ولو أنّ التلكؤ عادة لبنانيّة رسميّة.
وفي الناعمة أيضاً، تلكؤ آخر. المحطة الموجودة في المطمر متوقفة عن العمل، ولم تعمد وزارة الطاقة والمياه الى تشغيلها لإنتاج الكهرباء بحجم حوالى ٦ ميغاواط، إذ من غير المقبول أن يُحرق الغاز ولا يُستفاد منه لتوزيع الكهرباء مجاناً على البلدات المجاورة، وفق قرارٍ صادر عن مجلس الوزراء.
وزارة الطاقة تقول إنّها لا تملك المال، والمحطة متوقفة. ومجلس الإنماء لا يجتمع. والحكومة بلا جلسات. والنفايات قد تتكدّس في الشوارع.
من قال إنّ الزبالة لا تصل أحياناً الى مواقع المسؤوليّة، حيث بعض الروائح تكتم الأنفاس؟