جورج قرداحي.. وقد نطق كفراً “فدا إجر السيد”: السعودية مُدانة و”الأسد” ديمقراطيّ والحزب “مقاوِم”!
إنّه جورج قرداحي، وزير الإعلام العتيد، الذي ما إن غطّت طائرته حتى علا صوته قائلاً لزملائه السابقين “انقلوا الصورة الإيجابية”. هو الوزير الذي يرى البلد من زاويته، من زاوية دولاراته وأمواله ورفاهيته، أما الأزمات فعلّها وفق رؤيته “المحدودة” تُحلّ بـ”المسامح الكريم”!
كوكب قرداحي المثالي، لا مجال فيه للشتم، فأهل السياسة “مقدسون”، ورئيس الجمهورية خط أحمر، يُمنع بتاتاً المساس فيه!
وكيف لا وهو قد هبط بالباراشوت في وزارة الإعلام، بمعيّة الرئيس ورضاه وبمباركة الصهر “الجميل”!
ولكن مثالية القرداحي خانته، فتناسى أنّه وزيرٌ في إطلالة إعلامية، وبات يوزع المواقف يمنةً ويساراً وكأنّه لا يمثّل دولة، ولا يمثّل الإعلام اللبناني.
بالنسبة لقرداحي الحوثيّون يدافعون عن أنفسهم!
لم يفسّر لنا أي دفاع هذا الّذي يتمّ بقصف المملكة، ولم يشرح لنا الدور الإيراني والتمدد وماذا يعني أن تحتل دولةٌ أربع عواصم عربية.
هو فقط أراد إدانة السعودية، ربما حينها كان عليه الاتصال بصديق، كي يذكره بأنّ لحم أكتافه من خير المملكة، وأنّه ما كان ليصبح اسماً في مجال الإعلام لولا الشاشات السعودية التي صنعت اسمه ومجده.
وربما كان عليه الاستعانة بالجمهور، كي يُذكّره بما له وما عليه، علّه يصحو حينها من غيبوته البرتقالية.
ربما كان على قرداحي أيضاً أن يحذف إجابتين، قبل أن يرى في تجاوزات الحزب والجماعة الحوثية أفعالاً مقاوِمة، مشرّعاً بذلك الميليشيات ومباركاً الهجوم على الدول العربية!
ولكن لِمَ المفاجأة، هو جورج قرداحي، العوني الممانع، الموالي لنظام الأسد، والفخور ببشار وبشخصيته والمهلل للجرائم التي تحصل يومياً بحقّ الشعب السوري، هو “المتملّق” الذي أنكر دول الخليج مثله، مثل جميع من خرجوا وهتفوا “فدا إجر السيد”.
ومن يعلم، ربما يخرج غداً جورج قرداحي، ويعلن استقالته وهو مصرٌّ على كل كلمة قالها، ليرفع يده في وجهنا وهو يردد “وبلاها الوزارة فدا إجر السيد”.