بلدية صيدا تتدخّل وتُحدّد: التسعيرة العادلة 3 آلاف ليرة
كتب محمد دهشة في “نداء الوطن“:
دخلت صيدا في اختبار جديد في مواجهة تفلت وفوضى تسعيرة بعض اصحاب المولدات الخاصة مع رفع الدعم الرسمي عن المازوت، ولم تهدأ الاتصالات ولا المشاورات بين القوى السياسية والبلدية التي خلصت الى أمرين، الاول ان تأمين الكهرباء من مسؤولية الدولة وبالتالي يجب العمل على توفيرها وإنصاف المدينة من التغذية كباقي المناطق المجاورة، الثاني دعوة اصحاب المولدات الى مراعاة ظروف الناس المعيشية في ظل الازمة الاقتصادية والمعيشية، واعتبار ذلك نوعاً من التكافل الاجتماعي من دون ان تكون هناك آلية واضحة للمراقبة والزامهم بتسعيرة محددة.
وخطت بلدية صيدا اولى خطواتها في الاختبار ومواجهة التفلت ورفض التسعير بالدولار الاميركي، انطلاقاً من حرصها على تقديم خدماتها لأهلها في صيدا والجوار وعلى تحقيق العدالة بين المشتركين واصحاب المولدات، التسعيرة العادلة المقطوعة لاشتراك المولد 5 أمبير لشهر أيلول 2021 معتمدة على سعر كيلوواط/ساعة الصادر عن وزارة الطاقة، وخلصت الى ان سعر ساعة التغذية من المولدات 5 أمبير يساوي ثلاثة آلاف ليرة لبنانية، داعية اصحاب المولدات الى اعتماد المصداقية والشفافية في احتساب عدد ساعات التغذية التي قدمها للمشتركين في دائرة عمل مولده، مؤكدة انها تتلقى الشكاوى والمراجعات من المواطنين الكرام بهذا الخصوص ضمن ساعات الدوام الرسمي.
وأوضحت مصادر البلدية لـ”نداء الوطن”، ان المشتركين المستفيدين من تركيب العدادات لا مشكلة لديهم في حال التزم صاحب المولد بالتسعيرة، فيما المقطوعة بالديجانتير يعود لصاحب المولد نفسه التقدير وفق الشفافية والمصداقية، اي انه يحتسب عدد ساعات تشغيل المولد ثم يضربها بالتسعيرة ثلاثة آلاف ليرة لبنانية فتحسم الرسوم الشهرية، لانه هناك فرق في التشغيل بين منطقة واخرى وحي وآخر.
ويؤكد رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي لـ”نداء الوطن”، اعلان التسعيرة العادلة للاشتراكات جاءت وفق دراسة منطقية وقدرت بنحو 3 آلاف ليرة لبنانية، قائلا: “نطلب من الناس ان تلتزم بها وكسر حجر الخوف من اي تهديد او وعيد بالقطع، في الوقت نفسه ندعو اصحاب المولدات للالتزام كنوع من التكافل الاجتماعي، لان غالبية المشتركين من 5 امبير ونزولاً هم من الفقراء وذوي الطبقات الشعبية والعاملة والكادحة التي بالكاد تؤمن قوت اليوم، على ان يكون الدفع بالليرة اللبنانية”. وشكا صيداويون لـ”نداء الوطن”، من خطوات التفافية يقوم بها بعض اصحاب المولدات، ومنها عدم احتساب الساعات الحقيقية لتشغيل المولد وتزويد المشتركين بالتيار، ومنها رفع رسم الاشتراك الثابت على ديجانتير العداد اضعافاً، مع الالتزام بتسعيرة وزارة الطاقة والمياه التي قدرت سعر الكيلوواط /الساعة بـ3426 ليرة، ومنها عدم الالتزام بتسعيرة الكيلوواط ساعة واحتسابها بالدولار على سعر 33 سنتاً (مبررين ما جاء في قرار الوزير السابق عن شراء المازوت بالدولار)، او ما يعادل سعر صرفه في السوق السوداء على قيمة 17 الف ليرة لبنانية، ومنها عدم اعطاء فواتير تفصيلية حول كيفية احتساب الرسوم الشهرية والاكتفاء بقيمتها الإجمالية.
بالمقابل، ترأست النائبة بهية الحريري في مجدليون اجتماعاً طارئاً لـ”لجنة متابعة القضايا الحياتية في صيدا والجوار”، التي انبثقت عن فريق عمل مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة وتيار المستقبل – منسقية صيدا والجنوب، خلص الى قرار بتبني صرخة الناس ومطالبهم في وضع حد لأصحاب المولدات الذين لا يتوانون عن المجاهرة بابتزاز الناس، بقرارات أمر واقع ارتجالية من دون أي وازع أخلاقي او انساني وبتهديدهم بقطع الكهرباء عنهم اذا لم ينفذوها، داعين المواطنين للتصدي السلمي لمن لا يلتزم بالتسعيرة الرسمية والتعبير عن رفضهم لهذه الممارسات ولأي استغلال لحاجة الناس ومطالبة المعنيين بإيجاد حل.
وأبعد من التسعيرة، دعا النائب الدكتور أسامة سعد “الى التحرك في مواجهة انقطاع الكهرباء والتسعيرات الظالمة للمولدات الخاصة”.. قائلاً: “الكهرباء هي من الخدمات الأولية الأساسية التي يتوجب على الدولة توفيرها للمواطن بأسعار مقبولة. فلا صناعة، ولا تجارة، ولا مدارس، ولا حياة من دون كهرباء”، مؤكداً انه “لا ينبغي ان نسكت. السكوت لن يجدي نفعاً، ولن يوصل إلى نتيجة. والوعود تبقى مجرد وعود إن لم نتحرك. ومن المؤكد أن الشعب قادر على انتزاع حقوقه واستعادة كرامته. وإن الأوضاع تستدعي الغضب، والغضب يستدعي التحرك دفاعاً عن الحقوق. لذلك ندعوكم لكي تستعدوا للانطلاق في تحركات شعبية احتجاجية ضاغطة لتحقيق المطالب العادلة.