اخبار بارزةلبنان

الحكومة مجدداً… الولادة اليوم أو الدوامة؟

كتبت ” النهار”: ان اليومين الأخيرين شهدا انكشافاً كبيراً للدوران المفتعل في اللعبة الدعائية التي مارسها فريق العهد و”التيار الوطني الحر” برئاسة باسيل لحشر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ومن يؤيده في خانة التسليم بالثلث المعطل لفريق العهد في الحكومة، والا الاستمرار في اختلاق الذرائع ورمي تبعة المراوحة في مرمى الرئيس المكلف وداعميه.

ولكن المشهد انقلب بعد ظهر أمس وأفادت معلومات “النهار” ان جهوداً وصفت بانها جدية للغاية قد بذلت خصوصا في ساعات بعد الظهر والمساء، وان تحفظت المصادر المعنية عن إيضاح طبيعة الطروحات التي تناولتها لتذليل التباينات بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي ومن تولى نقلها بينهما. وبدت المصادر المعنية شديدة الحذر حيال أي توقعات مسبقة حول هذه الجهود في انتظار بلورة نتائجها. وقد حصل حراك مكثف لكن نتائجه لم تجزم ما إذا كانت الحكومة ستولد في الساعات الطالعة. وعلم ان جانباً من الاتصالات بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف كانت أمس مباشرة واعقبتها “موجة إيجابيات” تنتظر ترجمة عملية مع حذر شديد من الافراط بالتوقعات.

رفع الدعم لن ينتظر الحكومة الوهمية!
ألغام وأفخاخ على طريق تشكيلة ميقاتي

وإذا كانت زيارة ميقاتي إلى قصر بعبدا مرتقبة أمس، الا انه لم يكن طلب بعد موعدا للزيارة اليوم، ولو ان ذلك يمكن ان يكون حصل ليلا. وفهم من اجواء الرئيسين عون وميقاتي ان لا شيء يمنع من ان يكون للبنان حكومة اليوم قبل الغد لاسيما وان التقدم تجاوز الـ90 في المئة ولكن يبدو ان المشكلة لا تزال في الامتار الاخيرة التي تحدث عنها ميقاتي منذ اسبوعين في بعبدا.
وتفيد المعلومات ان تسوية حصلت باختيار اسم سني لوزارة الاقتصاد هو جمال جميل كبي. ولكن يبدو مؤكداً انه قبل ان يتأكد الجميع من عدم وجود ثلث معطل لا ضمني ولا علني فلن تكون هناك حكومة. ويبقى المؤشر النهائي للاتجاه الحاسم في رصد موعد زيارة ميقاتي لقصر بعبدا، علما ان اوساطاً أخرى سربت عدم استبعاد تشكيل الحكومة اليوم. وتحدثت هذه المعلومات عن تبادل حصل بين الرئيس المكلف والنائب جبران باسيل الذي يتولى مباشرة التفاوض باسم العهد وتياره في توزيع اسمين لوزيرين بحيث يكون وزير سني من حصة العهد وتياره ووزير مسيحي من حصة ميقاتي، كما جرى الحديث عن اقناع “حزب الله” لباسيل بان تصوت “كتلة لبنان القوي” للثقة بالحكومة الجديدة. وتردد انه إلى جانب اسم جمال كبي للاقتصاد طرح اسمان للوزيرين المسيحيين المختلف عليهما، هما أنطوان سرياني لحقيبة المهجرين والعميد السابق لكلية الاعلام جورج كلاس لحقيبة الاعلام، على ان يتولى جورج قرداحي حقيبة السياحة. اما حقيبة الشؤون الاجتماعية فاتفق على إسنادها إلى القاضي رفول البستاني. وعلم ان وزارة العدل طرح لها اسم القاضي سامي صادر.

واللافت في هذا السباق الشديد التناقض، انه إلى جانب إشاعة التسريبات المتفائلة، بدأ في المقابل رسم السيناريوات تحسباً لإخفاق كل الجهود وسط مخاوف جدية هذه المرة من تحول الازمة الحكومية إلى ازمة حكم اشد خطورة، اذ لم يعد خافياً ان احتمال اعتكاف او اعتذار الرئيس ميقاتي، سيفجّر صراعاً حاداً بين العهد والمكون الطائفي لرئاسة الحكومة في ظل اتساع الاتجاهات والدعوات إلى مواجهة امعان العهد في اسقاط الرؤساء المكلفين بقرار جماعي بالامتناع عن ترشيح رئيس حكومة جديد تعاد معه دوامة التعطيل. وتخشى أوساط على بيّنة من النقاشات الدائرة في كواليس أزمة التأليف من انه في حال عدم تشكيل الحكومة قد تنزلق البلاد قريباً إلى فوضى عارمة في ظل الاجراء الحتمي المنتظر لرفع الدعم عن المحروقات فيما يمكن في حال ولادتها او قبل اتخاذ القرار الحاسم “الجراحي” برفع الدعم ان تشكل صدمة إيجابية ولو بحدود نسبية بما يخفف وطأة هذا الاجراء الموجع الذي ستكون له تداعيات ثقيلة واسعة بطبيعة الحال.
lebanon24

مقالات ذات صلة