حضانات تقفل أبوابها وأخرى ترفع أسعارها
كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
يُعاني قطاع الحضانات في لبنان من الازمة الاقتصاديّة والمعيشيّة التي لم تُوفّر أحداً، وتعلو الصّرخة في صفوف الاهالي من جهةٍوأصحاب الحضانات من جهةٍ أخرى بسبب الاوضاع الصّعبة التي غيّرت الكثير في حسابات الطّرفين على حدٍّ سواء.
تروي مايا خ. لموقع mtv، وهي أمٌّ لطفلين وتعملُ في شركة تأمين، كيف وُضِعت أمام الامر الواقع الصّعب خلال الاشهر الاخيرة الماضية: “أنجبتُ طفلي الثاني في واحدة من أصعب الحَقَبات التي عرفها لبنان مع إنتشار فيروس “كورونا”، وفي خضمّ الانهيار الاقتصادي، وعندما شارفت إجازة الامومة على الانتهاء، بدأتُ أبحث عن حضانة لطفلي لانّه ليس لديّ من يُساعدني في الاهتمام به، وهنا كانت الصّدمة، فالاسعار خياليّة بالنسبة للرواتب التي نتقاضاها وهي تصلُ الى أكثر من مليوني ليرة لبنانيّةفي بعض الحضانات في لبنان، أي أكثر من نصف راتبي”، وتُضيف: “قرّرتُ في النهاية أن أترك عملي لانّ المصاريف باتت كبيرة جدّاً، ومن الاوفر أن ألازم المنزل مع طفليّ”.
من جِهَته، يتحدّث نقيب أصحاب الحضانات المُتخصّصة في لبنان شربل أبي نادر لموقع mtv عن الصعوبات الجمّة التي تواجه هذا القطاع، ويقول: “أكثر من 15 في المئة من الحضانات في لبنان أقفلت أبوابها ونتوقّع أن ترتفع النّسبة الى 30 في المئة مع انتهاء السّنة الحالية وبداية سنة جديدة، فالتكاليف والمدفوعات التي تتوجّب على أصحاب الحضانات هائلة جدّاً، ومعظمها في الدّولار كالمستلزمات والالعاب والمازوت، أما بالنسبة للايجار ورواتب الموظّفين والمُمرّضين والمتخصّصين فحكماً رُفعت لمواكبة الغلاء، لذا، فإنّ رسوم تسجيل الاطفال في الحضانات قد ارتفعت، ولكنّ الرقم يُغطّي بصعوبة النفقات الكبيرة ولا يؤمّن أيّ أرباح”، لافتا الى أنّه “في وقتٍ كانت فيه كلفة شهر في الحضانة 400 دولار في السّابق، فإنّها اليوم أصبحت 70 دولاراً فقط، ما أدّى الى خسارات كبيرة والى تخفيض جودة الخدمات في هذا القطاع”.
ويختمُ أبي نادر قائلاً: “نحن نتفهّم الاهل ولكنّ أرزاقنا مُهدّدة بالزوال، فالخسارة كبيرة جدّاً على كلّ الذين يعملون في قطاع الخدمات على عكس التجّار الذين يبيعون السّلع، ولكن يبقى همّنا الاساسي الحفاظ على الامان داخل مؤسّساتنا لكي لا نصل الى وقتٍ نسمع فيه عن حوادث وعن كوارث تتعلّق بصحّة الاطفال بسبب النّقص الكبير في الموظفين والمُستلزمات داخل الحضانات في لبنان”.
هي معاناةٌ توأم وُلدت من رحم الكابوس الاقتصادي والمعيشي في لبنان، ما حتّم على الكثير من الاهل ترك وخسارة أعمالهم لملازمة أطفالهم لحين إنتهاء هذه العاصفة التي لا تزال تُدمّر مؤسّسات وتضربُ عائلات وتقطع الكثير من الأرزاق. حضاناتُ لبنان مهدّدة بالاقفال ويبقى أنّ نجد من يحضنُ شعباً بأكلمه بات يتيم الارض والوطن…