من فصول دهاء المرأة: هل تقبلين زوجي… زوجاً لك؟
إعتادت نسرين أن تستقبل جارتها رجاء على فنجان قهوة في أيام العطل ونهاية الأسبوع، فالصبية البالغة من العمر ثلاثين عاماً تعمل مدرسةً للغة العربية والرياضيات في مدرسة إبتدائية مجاورة لمنزلها، الى جانب تعليم الموسيقى لجميع الفئات العمرية في مسعى لزيادة مدخولها الشهري
الشابة، التي تعاني من قصور بصري منذ صغرها ما اضطرها لاستخدام نظارات “سميكة” تعرّضها بين وقت وآخر للإساءة المتكررة من قبل بعض أفراد المجتمع ما دفع بالعديد من الرجال المتقدمين بالعمر لطلب يدها ظناً منهم أن حالتها الصحية هذه ستدفعها للقبول من دون تردد، لم تستطع إخفاء ذهولها عندما بادرتها جارتها ذات صباح بطلب “غريب” طرحته عليها بكل جدية عندما سألتها” بتقبلي تتزوجي زوجي؟ لتعاجلها بعبارة “مش عم إمزح”.
وما كادت نسرين تنجح بالسيطرة على ارتباكها أمام سؤال نزل عليها كالصاعقة حتى بادرتها رجاء بتعليل صادم أكثر غرابة من السؤال ذاته فحواه أن”سبب رغبة زوجي بإمرأة أخرى هو الجنس فقط، وأنا لم أرغب بذلك بعد أن مررتُ بالكثير من المشاكل والصعوبات، فكل ما أريده من الحياة هو رعاية أطفالي الأربعة.”
“الخطّابة” رجاء لم تقدم على خطوتها الغريبة هذه الا بعد أن اقتنعت باقتراح القاضي الشرعي بزواج زوجها من إمرأة ثانية كأحد الحلول المطروحة لمشكلتها بشكل خاص، ولمشاكل مماثلة في المجتمعات العربية بشكل عام، وذلك في مسعى للقضاء على ظاهرة “العنوسة” المتفشية بنسب متفاوتة بين بلد عربي وآخر، علماً بأن إحصاءات غير رسمية كانت قد سجلت نسبة وصلت الى 70% في لبنان وسوريا وبعض الدول المجاورة بسبب الحروب وانعدام الإستقرار والبطالة والهجرة الى لائحة تطول.
القاضي الشرعي أشار الى أن التساهل في مسألة تعدد الزوجات يتماهى مع مسألة التأكد من قدرة الزوج على تحمل الأعباء والمصاريف المالية لإعالة أسرتين أو ثلاثة، علماً بأن القوانين في معظم البلدان الإسلامية لا تمنع زواج الرجل بأكثر من إمرأة خصوصاً في البلدان التي دمرتها الحروب.
هناك مثل شائع يقول ” الحب يجعل المرأة أكثر دهاءً والرجل أكثر غباءً، فحذار أيها الرجال من دهاء إمرأة تحب.
.lebanon24.