“لا في مار شربل ولا في مار مارون كلو طلّعوا الناس أووووكي؟”…. الكابتن طوني كتورة الذي غزا مواقع التواصل أعلنها: أنا بكل فخر واحد من شهود يهوه!
منذ أسابيع خلت لم تكن تتجاوز نسبة المشاهدة على فيديوهاته عبر فيسبوك الـ5 آلاف مشاهدة، وكان توجهها انحداريا وليس العكس، الا أنه فجأة وبطريقة غريبة تطرح تساؤلات أصبح “الكابتن طوني كتورة” الاسم الأكثر رواجا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، رجل الساعة الذي يجمع الأصدقاء افتراضيا للضحك والتسلية.
هم يجتمعون ليسخروا منه وهو يجمع شعبية ونسب مشاهدة ستوصله الى هدف مرجو، لن يفهموه هم الآن، في وقت لاحق.
وفي حال كان التبرير الذي لم نسمع غيره هو صحيح، فان الناس يشاهدونه لأنهم يئسوا ويريدون الضحك، فبئسا على مجتمع يستمد ضحكاته من السخرية على غيره، فيكون بذلك أعلن رسميا أنه مجتمع يتغذى من التنمر والكراهية.
“الكابتن” الذي جمع الآلاف من حوله، تمكن من أن يحقق حلمه بعد مرور 5 سنوات على محاولاته الفاشلة، هو طوني كتورة ابن صور، الذي عمل جاهدا كي يصل الى هذه الشهرة، وفي ليلة اثنين، وفي لحظة فجائية احتل لوائح الهاشتاغ الأكثر تداولا وسحق البرامج السياسية على الشاشات.
ولكن اليكم حقيقة لا تعلمونها عن هذا “النجم”، في شهر أيلول من عام 2020، كتورة أطلق ألبوما غنائيا وكان اسمه “يا رب”، هذه الأغنية التي غنى فيها ايمانه ومعتقادته، فقال: ” خطوة بخطوة خطوات النجاح يهوه الهي منبع الأفراح”.
طوني كتورة كان واضحا بانتمائه الى جماعة شهود يهوه التي يعمل الناس ما بوسعهم لابعادها عن منازلهم وعن أفكارهم، هذه الجماعة التي في 12 ايار 1964، اصدر مكتب مقاطعة اسرائيل في الجامعة العربية التوصية الرقم 570، وقضت بمنعها في كل البلدان العربية، لاتهامها بصلتها الصهيونية. وفي 27 كانون الثاني 1971، وافقت الحكومة اللبنانية على هذا المنع. في 5 تموز 1991، تقدم شهود يهوه بمراجعة امام مجلس شورى الدولة، لابطال قرار الحكومة. غير ان المجلس اصدر قرارا في تشرين الثاني 1996 برفض المراجعة، لكون القرار يخرج عن دائرة صلاحيته.
ما يعني أن في كانون الثاني منذ 50 عاما منعت جماعة شهود يهوه من التواجد في لبنان، ليعود بعد 5 عقود ويبرز أحد المنتمين اليها في مجتمعنا ويجتاح صفحاتنا على مواقع التواصل.
ومنذ ليل أمس، بدأت تنتشر صوتية له يعلن فيها عن انتمائه الديني ويقول : “لا في مار شربل ولا في مار مارون ولا في مار الياس كلو طلّعوا الناس
اللي مكتوب بالكتاب المقدس في اله واحد اللي هو “ياه” يهوى وفي وسيط واحد يلي هوي المسيح يسوع
اللي عيّن ملك من الله حتى بالقرآن بيقولوا انو هو الملك بالآخر
أوووووكي؟”.
هذه الـ “أووووكييي” التي دخل من خلالها عقولنا ومنازلنا، هي نفسها استخدمها لرفض ديانتنا، فهل لا يزال لها الوقع نفسه في النفوس؟
وفي الشهر نفسه من العام فائت، تناقش كتورة مع احدى الآنسات من خلال تعليقات على احدى صوره، حيث أكد لها قائلا: “أنا بكل فخر بهالايام الصعبي واحد من شهود يهوه المسيحيين وشكرا لاهتمامك”.
ولم يكتف بالاعلان، بل قرر اكمال مهمته ووتوجيهها، فكتب: “اذا بتحبي تعرفي أكثر ابعتي على الخاص لأننا عايشين بايام كثير صعبي اما الودعاء فيرثون الأرض”.
ربما سينتقد البعض طريقتنا في سرد الوقائع، ومن الممكن أن يقول البعض الآخر اننا نحكم عليه، لكن وبكل صراحة ووضوح نحن كبرنا في بيوتنا ونحن نرى أوراقا معلقة على أبواب منازلنا مكتوب عليها: “اذا كنت من شهود يهوه لا يمكنك الدخول”، وكانت امهاتنا اذا علمن أن من يطرق الباب واحد منهم تمنعه من الدخول.
أما الخلاصة من هذه القصة، فهي: “لا تعيدوا أخطاء السياسة نفسها، لا تهتفوا لمن لا يستحق وتعطوه حجما أكبر من حجمه فقط لأنكم استهويتموه… لا تسمحوا لمن منعتموه من الوقوف على أبواب منازلكم بالدخول اليها من مدخلها الافتراضي… حان وقت الوعي وشكرا!.