The Umbrella Academy… خليط من الإيجابيات والسلبيات
لطالما كان مسلسل The Umbrella Academy (أكاديمية المظلة) من أفضل قصص الأبطال الخارقين على شبكة “نتفلكس”. يشمل العمل مجموعة متنوعة من الشخصيات وحبكة مثيرة للاهتمام، وقد نجح في إعادة ابتكار نفسه على مر مواسمه الثلاثة. لكنّ هذا التجدّد هو الذي يجعل الجزء الثالث أفضل وأسوأ موسم في آن.
يبدأ هذا الجزء من حيث انتهى الموسم الثاني وينتقل إلى مشاهد الحركة من دون إهدار الوقت. يجد الأشقاء أنفسهم في مقر “أكاديمية سبارو” ويندلع هناك عراك كبير بين المجموعتَين. قد يكون استعراض القوة بهذا الشكل من أفضل جوانب الموسم كله، لكنه يبقى ثانوياً مقارنةً بمشكلة خطيرة مصدرها الطابق السفلي.
يُهدد خطر آخر الكون مجدداً، لكنه يظهر هذه المرة على شكل كرة متحركة من الطاقة اسمها “كوغلبليتس”. أمام هذا الوضع، تضطر مجموعة الأشقاء المتفرّقة للتعاون لمنع تدمير هذا العالم والكون كله.
الأجواء العامة مألوفة. تطرّق الموسم الثاني إلى السفر عبر الزمن، وتمحور الموسم الأول حول ردع شخصية “فانيا”، ويحاول الموسم الثالث أن يتصدى لتهديدَين متزامنَين، لكنه يفشل في التوفيق بينهما بطريقة مقنعة. تتعلق أكبر مشكلة هذه المرة بكيفية التعامل مع الأشقاء.
تزامناً مع هذا الخطر الذي يُهدد بإنهاء العالم، يتطرق المسلسل أيضاً إلى محاور مختلفة من الشخصيات لكنه لا يستغلها بدرجة كافية، مع أنه يبدأ بطريقة واعدة عموماً. يتعلق واحد من أبرز التغيرات في القصة بشخصية “فاريا” (إليوت بايج) التي تخوض تحوّلها الجنسي كي تصبح “فيكتور”، وهو الشخص الذي أرادته منذ البداية. إنه تحوّل مؤثر ويبدو أنه يزيد ثقة الشاب بنفسه إلى أن يصبح تابعاً لشخصية “أليسون” في مرحلة متقدمة من القصة.
بالحديث عن “أليسون”، يبدو مسار هذه الشخصية غريباً في هذا الموسم. من الواضح أنها باتت أقرب إلى شخصية “واندا ماكسيموف” الخيالية. تخسر “أليسون” أقرب الناس إليها وتهاجم كل من يقف في طريقها ويمنعها من فعل ما تُخطط له. هي تشعر بالغضب والمرارة ولا تبالي بالعالم، حتى أنها ترتكب أعمالاً شريرة مثل القتل والتلاعب بالآخرين. لكن لا يحاسبها أحد على هذه التصرفات كلها للأسف، بل إن الشخصيات الأخرى تعتذر منها في مرحلة معينة!
لن نكشف مصير “أليسون”، لكن يكفي أن نقول إنها لن تعاقَب على أفعالها السيئة في أي لحظة، وقد أصبحت هذه النزعة الشائعة في أعمال هوليوود مثيرة للقلق على مستوى التعامل مع الشخصيات النسائية.
باستثناء هذين الممثلَين، يسهل أن نلاحظ التطور في أداء معظم الممثلين الآخرين. هم يستفيدون طبعاً من اتخاذ القصة أبعاداً مظلمة هذه المرة. يشمل المسلسل لقطات مدهشة من الماضي، ويعرض تهديداً خيالياً ممتعاً عبر ثقب “كوغلبليتس”، ويطرح الخليط نفسه من الفكاهة والدراما والهوس العابر للزمن. إنها العوامل التي ميّزت أول موسمَين.
لكن رغم هذه الجوانب الإيجابية كلها، توحي الأحداث بين الحلقة الثامنة والعاشرة بأننا نشاهد مسلسلاً مختلفاً بالكامل. ثمة تناقض غريب في الأجواء العامة، لا سيما في الحلقة السابعة التي تنتهي بلقطة صادمة تطغى عليها مظاهر الازدراء واللامبالاة.
تعجّ الحلقة الثامنة بأحداث فارغة ولا تسهم في تطور القصة. الأسوأ من ذلك هو غياب أي مشاهد مشوّقة في أي جزء من هذه الحلقة التي تُعتبر الأضعف في الموسم الثالث. لكن تأتي الحلقة التاسعة (وهي الأقصر من بين الحلقات كلها، إذ تقتصر مدتها على 38 دقيقة) كي تُمهّد للنهاية التي تحلّ المسائل العالقة وتعيد الأحداث إلى مسارها الصحيح.
في ظل الحديث عن إنتاج موسم رابع قريباً، يقدّم الجزء الثالث عدداً من أفضل وأسوأ العناصر في العمل كله. يشمل هذا الموسم لحظات لافتة ومدهشة، وتمتزج التحولات الصادمة في الأحداث مع مشاهد الحركة الممتعة وأساليب مبهرة عند استعراض القوى التي تتمتع بها الشخصيات الرئيسية.
من الناحية السلبية، يبدو تطور الشخصيات هشاً في هذا الموسم، ولا تعطي الحبكة الفرعية المرتبطة بـ”أكاديمية سبارو” الأثر المنشود، حتى أن القصة تعيد تدوير أفكار مألوفة. يبقى العمل ترفيهياً في جميع الأحوال، لكن لا يمكن أن نشعر بالمتعة نفسها حين تتكرر المشاهد مهما كانت مبهرة.