لماذا نخاف من المهرجين؟ إليكم الجواب
ابتداءًا من 2016، أصبح الضوء مسقوط على هؤلاء الذين يعانون الخوف من المهرجين. فهي السنة التي شهدت ظاهرة هجوم المهرجين في وسط الشوارع التي أفزعت شعب أمريكا وكندا، والعالم من بعد انتشار مقاطعها على الانترنت. وتليها السنة 2017، التي شهدت إطلاق أحد أنجح أفلام الرعب في شباك التذاكر، It، ومن بعده أتى Joker وأصحت فوبيا المهرجين في ذروتها.
لكن لماذا يخاف الناس المهرجين؟ وكيف نراهم في صور مرعبة مثلما نراهم في صور أليفة؟
على الرغم من أن المهرجين المحترفين عملوا في بيئات آمنة وعائلية على مدار العصور، مثل السيركات، وحفلات أعياد الميلاد، كشف الدكتور رامي نادر، عالم النفس بعيادة نورث شور للتوتر والقلق في فانكوفر، أن الخوف من المهرجين ينبع من غموضهم وعدم معرفتك لما يوجد تحت الأقنعة أو المكياج.
وأضاف الدكتور نادر: “المهرجون ينكرون وجوههم بمشاعر مزيفة، فإذا رأيت مهرج بوجه مطلي وعليه ابتسامة عريضة، أنت لا تعلم ما يشعر به أو ما ينوي إليه بالفعل. فهناك شعور دائم أن ما يظهروه ليس هو الحقيقة.”
أما دكتور علم النفس بكلية نوكس، فرانك ماكاندرو، صرح أن المهرجين كانوا مشبوهين منذ قديم الأزل. فإن أول دور عرفوا به هو دورهم في المحكاكم حين كانوا يسخرون من الملوك والمتهمين ويخيفون الحضور. وقال فرانك: “غرضهم الأول هو إخافة البشر، وإذا عدنا إلى بدايتهم، سنجد أنهم دائمًا كانوا أشرارًا ويقيمون خدع على الناس.”
يذكر أن في عام 2013، أكد مدرب السرك ديفيد كيسر لمجلة Smithsonian أن حتى في العصور القديمة، كان للمهرجين جانب سيء، مضيفًا: “أحب المهرج منذ صغره أن يمارس المرح، ولكن جزء من هذا المرح هو المكر.”
دور السينما والتلفيزيون
ولا شك أن الثقافة الشعبية والفن يلعبان دور هام في إخافة البشر من المهرجين، ولا تحسن من صورتهم في أغلب الوقت. فإن ماكاندرو يرى أن عندما يسمع الناس كلمة “مهرج”، لا يخطر على بالهم غير فيلمي Joker وIt والسفاح الحقيقي جون واسن جاسي الذي عرف بارتداءه زي المهرج قبل قتل ضحاياه.
ماهي فوبيا المهرجين؟
يتفق كلا ماكاندرو ونادر على أن رغم انتشار الخوف من المهرجين، فإن من النادر جدًا أن نجد شخص يعاني من فوبيا المهرجين أو “الكولروفوبيا”. يقول نادر: “لكي نستخدم مصطلح الفوبيا، يجب أن يتسبب الخوف في كمية هائلة من التوتر والعوائق في حياة الضحية. ولحسن الخظ نحن نعيش في وسط لا يحيط به المهرجون ومن السهل تجنب التعامل معهم.”
كما يقول ماكاندرو: “يحب الانسان أن يعلم أخطار الحياة بأكثر الطرق أمنًا لكي نكون جاهزين للتعامل في المستقبل معها. ولهذا السبب لا نمانع مشاهدة أفلام الرعب مثل It لنرى هذا المهرج الشرير يغري الأطفال إلى أن يقتلهم حتى نتعلم طرق تجنب مواقف مثل هذه.”
ليس المهرج المحترف هو فقط الذي يظهر في أعياد الميلاد أو السيركات، بل إن هناك من يعينوا لإخافة البشر، وهذا ما يكشفه الفيلم الوثائقي Wrinkles The Clown الذي يستكشف الحياة العملية لأحد أشهر المهرجين المحترفين في أمريكا الذي يحصل على المال عن طريق تخويف أي أحد من اختيارك، حتى ولو كان طفلك الذي أساء معاملتك.
Lebanon24