إقتصاد

معيشة غير مستقرة… هل تعود السترات الصفراء الى الشارع في فرنسا؟

خرجت حركة السترات الصفراء مرة أخرى للتظاهر أمس السبت في باريس وتولوز وستراسبورغ ومدن أخرى بعد نشرها دعوات للتجمع في الأيام الأخيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وانطلقت الحركة بمشاركة بعض النقابات العمالية من ساحة بروتوي في الدائرة السابعة بالعاصمة باريس باتجاه وزارة الاقتصاد وقصر بيرسي، للمطالبة برفع الأجور وتحسين الأوضاع المعيشية.

وتأتي هذه المظاهرات في وقت تواجه فيه حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات لاذعة من معارضيه وملفات ساخنة، في مقدمتها ارتفاع معدلات التضخم وزيادة أسعار المنتجات الغذائية إلى 60% أو أكثر، فضلا عن قانون إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل.

عودة متواضعة

وعلى الرغم من الوضع الاجتماعي المتوتر الذي يسيطر على المشهد بشكل عام بسبب إصلاح نظام المعاشات التقاعدية المرتقب وضد الزيادة في سعر المنتجات الأساسية مثل البنزين والكهرباء والمواد الغذائية فإن عودة الحركة لم تكن بالشكل المتوقع.

وذكر مقر الشرطة في العاصمة الفرنسية أن عدد المتظاهرين وصل إلى حوالي 700 شخص، فيما لم يتعدَ عدد المشاركين في مونبلييه 150 شخصا.

يذكر أن الحركة نظمت أولى مظاهراتها في 17 تشرين الثاني 2018 للتنديد بارتفاع أسعار الوقود والضرائب، واستطاعت آنذاك أن تستقطب مئات الآلاف من الفرنسيين في كل المدن.

وشهدت مسيرة أمس السبت إقبالا قليلا مع وجود طوق أمني مشدد وسيارات الشرطة المحيطة بموكب المتظاهرين من جميع النواحي لتقييد حركتهم وفرض السيطرة قدر الإمكان.

الغلاء يعصف بالفرنسيين

وقال جمال بوعبان -وهو أحد أعضاء حركة السترات الصفراء- للجزيرة نت إنه على الرغم من أن المشاركة ضعيفة نوعا ما فإنها “حققت هدفها للتأكيد على أن أصواتنا لم تخفت بعد، وعلى حكومة إيمانويل ماكرون أن تسمع مطالبنا وتأخذها بجدية أكثر”.

وأضاف بوعبان “خرجنا اليوم من أجل كل الفرنسيين الذين يموتون من الجوع بسبب غلاء الأسعار التي لم يعد بإمكانهم تحملها”، متوعدا بتنظيم مزيد من المظاهرات في المستقبل.

وبالنسبة إليه فإن الحركة لم تنسَ أعضاءها الذين أصيبوا في المظاهرات السابقة بسبب قمع الشرطة طوال الأربع سنوات الماضية، فهم ليسوا سوى “غيض من فيض”، على حد تعبيره.

من جهة أخرى، وصفت ماري (متقاعدة منذ 3 سنوات) مركبات الشرطة المنتشرة في الشوارع “وكأنها حرب أهلية يخوضها الشعب المحبط والمثقل بأعباء الحياة اليومية مع الحكومة التي تتحكم بأقداره”.

وأضافت ماري “أشارك اليوم لأضم صوتي إلى المتقاعدين والموظفين الذي يرفضون بشدة قانون المعاشات الذي يريد ماكرون فرضه علينا، لأكون صريحة، بالكاد يكفي راتبي الآن”.

فيما صرخ أحد المشاركين في المسيرة الباريسية قائلا “مطالب اليوم هي نفسها مطالب الأمس، لم نعد نملك المال لإطعام أنفسنا ودفع فواتير السكن والصحة”.

رفض قرارات حكومة ماكرون

ويعتبر رفض عدد كبير من الفرنسيين سياسات ماكرون أحد أهم الأسباب التي أدت للاحتجاج “نحن هنا ضد إصلاح نظام التقاعد وغلاء المعيشة، نحن هنا ضد ما يفعله ماكرون”، على حد قول أحد المتظاهرين.

ومن المقرر أن تقدم الحكومة بعد غد الثلاثاء مشروع إصلاح نظام التقاعد الذي يعتبر صعبا اجتماعيا إلا أنه قد يؤتي ثماره من الناحية المالية بعد تأجيل سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما.

وأصبح التضخم وارتفاع الأسعار من أهم المواضيع التي يناقشها المواطنون في فرنسا، فقد بلغ التضخم 5.9% في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بانخفاض طفيف عن نوفمبر/تشرين الثاني حيث سجل 6.2%. (الجزيرة)

Related Articles