حكومة أو اعتذار… ماذا في جعبة الحريري؟
في جوجلة سريعة للتحركات السياسية بشأن تأليف الحكومة، يبدو واضحاً أن الجمود يسود معظمها، بالرغم من اشتداد الازمة المتصلة بها مباشرة، فـ “كل فريق ثابت في مواقفه ومصر على مطالبه، ولا بوادر تراجع لدى اي فريق في هذا الصدد”، حسبما اكدت مصادر سياسية مطلعة لـ “ليبانون فايلز”، الا ان “هناك حالاً من التوجس لدى الطبقة السياسية مما ستؤول اليه الاوضاع في حال انفلات الامور وتفجر غضب الشارع دونما القدرة على ضبطه امنياً”، في حين ان الانظار شاخصة إلى آداء الرئيس الكلف سعد الحريري بعد وصوله الى بيروت امس، فإما حكومة او اعتذار.
نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش، أكد في اتصال مع “ليبانون فايلز” ان قرار اعتذار الحريري وارد منذ شهر وهو خيار اساسي، وما دفع القرار الى التأجيل هي مبادرة الرئيس بري التي أعطت زخماً جديداً للعملية السياسية الى جانب قاعدة تيار المستقبل ورؤساء الحكومات السابقين، إضافة الى ان كتلة المستقبل كانت حاسمة باتجاه عدم الاعتذار لأسباب تتعلق بالمواجهة مع رئيس الجمهورية، أمّا لناحية رئيس مجلس النواب نبيه بري فدوره واضح بشأن ايجاد المخارج في حال جهوزية فريق رئيس الجمهورية”.
وكرر علوش تأكيده ان شعار الحكومة ما يزال “حكومة غير حزبيين” ومن دون ثلث معطل، بـ 24 وزيراً، وما هو متداول حول حكومة 6+6+6+6 فهو طرح لا بأس به، وهو كان قيد التداول منذ عدة أشهر من قبل مجموعة الحراك، ولكن برأيي لن يقبل رئيس الجمهورية به، وايضاً هناك طرح على الطاولة يقضي بتنازل الثنائي الشيعي عن وزارة المالية، ويبقى للـ 48 ساعة المقبلة ان تحسم الامور، فالرئيس سعد الحريري جاهز لتقديم تشكيلته بانتظار موافقة رئيس الجمهورية و‘ذا ما كان سيوقع عليها”.
من جهة اخرى، تحدّث علوش عن دور حزب الله في هذه المرحلة، وقال: “لم يتغير موقفنا من حزب الله ودوره السلبي في العملية السياسية، ولكن يجري التعامل معه على اساس وجوده كقوى أمر واقع، ولكن اقله هناك رسائل علنية متناقضة من قبله”.
ورأى علوش ان “موقف السيد حسن نصرالله “إجر بالبور وإجر بالفلاحة” لا يسهّل تشكيل الحكومة، وبات لدينا قناعة ان حزب الله يترك الأمور، بانتظار ما يستجد بالموقف الايراني النووي، ليأخذ قراره”.
واشار الى ان “تيار المستقبل هو الاكثر خشية من تلفت الشارع لان مناطقه قابلة للاشتعال أكثر من غيرها، كما انه لا يملك القدرة على تأجيج الشارع ولا حتى ضبطه واعادته الى هدوئه في حال غضبه، لذا هناك يقين لدينا ان ضغط الشارع لن يكون باتجاه رئيس الجمهورية او حزب الله في حال انفلاته، بل مباشرة نحو تيار المستقبل”.
ما علاقة الخارج؟
وإذ لم ينف علوش امكانية ربط قرار رئيس الجمهورية بتشكيل حكومة بالخارج وبحسابات تتعلق بحليفه، اعتبر ان “القرار بإنتاج الحكومة مرتبط اولاً واخيراً بتوقيع رئيس الجمهورية، ونحن جاهزون للذهاب الى حكومة محلية الصنع، والسؤال هل سيوقع ام لا هو مرتبط بالرئيس عون نفسه”.