نقاشٌ رئاسي في الخارج وتصلّبٌ في الداخل
جاء في جريدة “الأنباء” الالكترونيّة:
مع استمرار المراوحة السلبية في الملف الرئاسي المتنقل بين طاولات البحث في الخارج أكثر منها في الداخل، حيث القوى المعنية في لبنان لا تجد نفسها معنية سوى بمزيد من المواقف المتصلبة على حساب المصلحة الوطنية.
في هذا الإطار، رأى النائب عبد الرحمن البزري أن المسعى القطري والجهود التي يقوم بها الأشقاء العرب وبعض الدول الصديقة خصوصا أعضاء اللجنة الخماسية هي جهود مشكورة لأن الهدف منها مساعدة لبنان للخروج من الأزمة، نافياً معرفته بأية تفاصيل عن المسعى القطري وما هي صيغته.
لكنه لفت في الوقت نفسه، في حديث لـ”الأنباء”، إلى أن المساعي التي تولاها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان “اصطدمت بعراقيل كثيرة، ما يمنع دول اللجنة الخماسية من القيام بمبادرة لانتخاب الرئيس وإنقاذ لبنان من أزمته”، ولفت إلى أن “الجهد مستمر على الرغم من عدم صدور بيان عقب اجتماع اللجنة في نيويورك، لكن يبقى الرهان على الحل الدولي والإقليمي ضعيفاً بدون ملاقاته بحراك داخلي”.
وشدد البزري على أن “محاولة البعض مقاربة الملفات السياسية بنفس الروحية التي كانت متبعة في مكافحة الفساد ومكافحة الهدر، ما زالت تحول دون الاتفاق على الحل، لأن المطلوب إعادة بناء الدولة على أسس جدية”، داعيا لتعامل داخلي مختلف عما رأيناه في السابق، إذ إن “الحوار هو احد المقاربات، وهناك مقاربات عدة، منها التشاور القائم. فإذا كان هناك من يعترض على الحوار بالشكل فيمكن الاستعاضة عنه بالتشاور والتلاقي، فالمهم أن نبادر وأن لا نبقى مكتوفي الأيدي”.
وبما أنه لا الحوار مقبول من كل القوى، ولا البدائل متوفرة، ولا احتمالات التلاقي على الخيار الثالث قائمة حتى الساعة، فهذا يعني مزيداً من التراجع في مستويات عدة، يترافق ذلك التقهقر الحاصل في مختلف قطاعات وإدارات الدولة، وغياب أصحاب القرار الحكومي عن مبادرات علاجية وإجراءات حقيقية، والمسؤولية تقع على كل من هو مشارك في إبقاء هذا الوضع المتردي بصرف النظر عن نسبة مساهمته بذلك.