إمتحان صعب أمام الـ”online shops”: خسائر وإقفال حتميّ بفعل الأزمة
صفعة كبيرة سيتلقاها تجّار “الأونلاين” في حال استمرار تدهور قطاع الاتصالات والانترنت في لبنان، فالعصب الأساس لهؤلاء يتأثر بشكل مباشر بأعطال “أوجيرو” التي لا تحصى ولا تنحصر بمنطقة محددة، ومع كل إضراب لموظفي الشركة “المحتكرة” للقطاع، تتعاظم مخاوف أصحاب “المتاجر الالكترونية” ويتجدد القلق من الاتجاه الواضح لمسار الأمور في ظلّ الانهيار، فهم وان تحسّن وضع الانترنت في البلاد تبقى التحديات أمامهم كثيرة.
“بلا لفّ”
سجّل قطاع التجارة الالكترونية نموّاً قياسياً وبات التسوّق “اونلاين” بما يوفّره من خيارات كثيرة بأسعار متعددة بلا جهد التنقل في الأسواق، الخيار الأمثل للبنانيين. فبعد الإغلاق القسري للمتاجر في فترة انتشار فيروس كورونا، أتت أزمة الدولار لتثقل يوميات هؤلاء وباتوا يبحثون عن سبل التوفير..
يساعده في تأمين الاستمرارية لعمله “مهما كان ذلك الامر”، فالغاية برأيه تبرر الوسيلة و”الحاجة غلّابة”.
الحلّ قد يتسببّ بأزمة أمنية
لأزمة الإنترنت تأثير كبير على قطاع التجارة وبالأخص الالكترونية، هذا ما يؤكّده نائب الرئيس الأول لشؤون البحث والتطوير في شركة “إنتاليو” وخبير التحول الرقمي رامز القرا، موضحاً في حديث الى “لبنان 24” أن “انقطاعها سيمنع التجار من عرض ما لديهم من سلع، أي أن عملية الترويج ستتعثر وبالتالي الايرادات ستنخفض نظراً لعدم قدرة الزبائن على الوصول للمنتجات وشرائها”.
كما يشير الى انه “لا خيارات كثيرة أمام أصحاب الـ”online shop” فالانترنت عصب هذه التجارة”، لافتاً الى أنه “في حال تجفيف مصادر الانترنت في لبنان، يبقى امام أصحاب هذه المحلات خيار التوجه للأسواق الخارجية والحصول على الخدمة ولو بأسعار مرتفعة لمتابعة أعمالها وإلا فمصيرها سيكون الإقفال”.
وعن الاستعانة بـ”ستارلينك”، يؤكد القرا لـ”لبنان 24″ أن “اللجوء لخدمة الانترنت عبر الاقمار الصناعية، يساعد لحل أزمة الانترنت في لبنان خصوصاً في ظل غياب البنى التحتية والتخطيط الواضح لاستمرارية القطاع”، لافتاً أن “السماح لهذا النوع من الانترنت سيتسبب بمشكلة السيطرة على مصادر المعلومات، ما قد ينتج مشاكل أمنية، لذا نحن بحاجة لتشريعات مع وضع إطار لإدارة القطاع”.
بديل للتجار “غير شرعي”.. معتمد؟!
لا يخلو قطاع الانترنت من “الفوضى” بالرغم من السعي الدائم لضبطه، إذ لمّحت مصادر مطلعة الى قيام بعض موزعي الانترنت بتأمين الخدمة لزبائنهم عبر مزود خدمة نقل معلومات (DSP) غير “أوجيرو”، أي بطرق غير شرعية، ما يفسّر عدم تأثر بعض المؤسسات التجارية بانقطاع الانترنت عند حصول أي عطل لدى المزوّد “الشرعي”.
ووفقاً للمصادر، لا تعتمد معظم الشركات التجارية على خدمة “اوجيرو” للانترنت بل تلجأ لموزّع (ISP) آخر وهو شركة خاصة تحصل على خدمة نقل المعلومات من “اوجيرو”، وذلك لضمان عدم التوقف بسبب غياب أعمال الصيانة، إذ أن هذه الشركات الموزعة تحرص على تأمين الصيانة الدائمة لأجهزة التوجيه الخاصة بها في السنترالات.
وفي سياق حديثها لـ”لبنان 24″، تشير المصادر الى وجود شركات كـ”vizocom” أو “vsat” وهي تزوّد خدمة الاتصالات والانترنت عبر الأقمار الصناعية، لافتة الى أن هذه الشركات العالمية تعلن عن تقديم خدماتها في لبنان وتغطي بشبكتها منطقة الشرق الأوسط.