كتبت #لينادوغان في مقالتها بـ #لبنان الكبير
ألمحكِ في عيونهم… قلوبهم شغوفة بمعرفة أخبارك والاطمئنان عنكِ… عن أحوالكِ وأوضاعكِ وأيامك ليتجرأوا ويسألوني السؤال الصعب: كيف هي بيروت؟
بأمانة هم يطرحون السؤال بمحبة وأنا صعبة عليّ الإجابة من حبي وعشقي لكِ أيضاً…
يريدون أن يعرفوا كل شيء عنكِ وبالتفصيل، وأسمعهم يرددون “جميلة بيروت”، “جميل لبنان” وأنا تراني حائرة ليس في جمال بيروت ولبنان ولكن فيمن دمروا روعة بلادي وجمالها، وكانوا سبباً في جعلي خجولة في إجاباتي ومقتصرة بدل أن أسهب وأطيل في الحديث عنها.
ماذا أقول لهم؟ بلادي ليست مضاءة كبلادكم؟ شعبي يعيش على المولدات وليس على الكهرباء كشعبكم؟ التعب والإرهاق باديان على وجوه الناس في بلدي على عكس الوجوه التي رأيتها في بلدكم؟ شباب بلادي يهاجر لعدم وجود فرص عمل على عكس شبابكم التي تؤمن له دولتكم فرصاً للعمل والاستثمار؟
فضلت عدم الغوص في كل هذا ليس من باب الدفاع عن حكم أو حكام، بل من باب الخجل من هؤلاء ومن الحديث عنهم.
ويسألونني عنكِ في المجالس، فمن زاركِ ومن لم يزرك يحبكِ، أحدهم يسأل عن الوضع السياسي، وآخر عن انفجار ٤ آب والتحقيق وماذا أصاب بيروت بعد هذا الحادث؟ آخر يحب وسط البلد وهناك من أخبره بأنه أقفل وأظلم فيتأكد بحرقة، أحدهم اعتبر أنه منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وأنتم تعيشون حالة عدم استقرار، أجبته: صدقت لكن لحقه الانهيار ووعدونا بجهنم وصدقوا الوعد…
أجيب عن كل أسئلتهم الصعبة بكلمات تصف دائماً جمالكِ وحضوركِ على الرغم من الظلمة، وهم لأنك الحاضرة بروعتكِ في ذاكرتهم يتحمسون لزيارتك، حتى أن أحدهم على استعداد لتحمل التجول نهاراً لعلمه طبعاً أنك مظلمة ليلاً!.
ويسألونني عن الناس وعن حالهم ليأتي جوابي سريعاً: “اللبناني بحب الحياة وبحب يعيش لو شو ما صار”، وهذا لا يعني أن اللبناني مرتاح وأموره على ما يرام لكنه بطبيعته يحب الفرح ويعشق الحياة ولا ينكسر على الرغم من معاناته الكبيرة في هذه المرحلة.
تنتهي الأحاديث وتنتهي الرحلة وتنطلق الطائرة من المدينة المضاءة لتهبط فوق مدينتي التي لا نور فيها ولا ضوء، فكل المدن مضاءة إلا بيروت، لكنني كلما زرت مدينة مضاءة تكونين أنت النجمة والمشعة دائماً وأبداً.