كيف ستُترجم الإيجابية الخليجية بعودة العلاقات مع لبنان؟
كتب غاصب المختار في “اللواء”:
فتحت مشاركة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في «منتدى الدوحة للطاقة» ولقاءاته مع مسؤولين خليجيين كبار، الباب اكثر امام ترتيب العلاقات اللبنانية – الخليجية، حيث اعلن بعد لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس وزراء قطر الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني ان «كل الدول العربية ودول الخليج بالذات ستعيد علاقاتها الطبيعية مع لبنان، وما جرى في الفترة الماضية كان غيمة صيف مرت، وبإذن الله ستزول مع الزيارات التي سأقوم بها الى الدول العربية، ومع اعادة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان ودول الخليج الى طبيعتها».
وهو كان قد التقى وزراء خارجية قطر الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني، والكويت أحمد ناصر المحمد الصباح، وسلطنة عُمان بدر بن محمد البوسعيدي. حيث ألمح الوزير الكويتي الى «ترحيب دول الخليج بموقف لبنان الرسمي من المبادرة الكويتية – العربية، لا سيما حول مسألتي ألّا يكون لبنان منصة لأي عدوان لفظي او فعلي، او ان يخرج من لبنان اي امر يمكن ان يعرّض امن المنطقة او يقوض من امن واستقرار المنطقة، ومسؤولية الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية في هذا المجال».
كلام ميقاتي اوحى بنضوج المساعي الفرنسية ومن ثم الكويتية لإعادة العلاقات الى طبيعتها تدريجياً وليس «بكبسة زر»، بدءاً من المساعدات الانسانية السعودية – الفرنسية، ثم عودة السفيرين السعودي والكويتي الى لبنان قريباً. لكن مصادر رسمية متابعة قالت لـ «اللواء»: ان جهوداً بذلتها ايضاً دولٌ اخرى مثل سلطنة عُمان وروسيا، واميركا بشكل غير مباشر، من اجل عدم تحميل لبنان فوق طاقته، حيث انه لبى كل الطلبات الخليجية المنطقية والممكن تنفيذها، لا سيما على صعيد تأكيد انتمائه العربي والتمسك بأحسن العلاقات مع الدول العربية وبشكل خاص الخليجية، ومكافحة تهريب المخدرات والممنوعات،وهو عبّر عن هذا التوجه بمواقف رسمية وعمليات امنية ناجحة. لكن بعض الطلبات المتعلقة بموقف ووضع لبنان والمقاومة في المنطقة والصراع مع العدو الاسرائيلي امور بحاجة لوقت لمعالجتها ولا يتهرب منها لبنان، لكنه غير قادر الآن على تلبيتها طالما ان وضع المنطقة ما زال يغلي سياسياً وعسكرياً.
واشارت المصادر الى ان لبنان لم يتبلغ حتى يوم امس اي شيء رسمي عن موعد عودة السفراء الخليجيين الذين غادروا لبنان، علماً ان السفراء والقائمين بأعمال سفارات قطر والامارات وسلطنة عُمان لم يغادروا بيروت. كما ان سفارات لبنان في الدول الخليجية ما زالت تعمل بالطاقم الدبلوماسي الموجود سواء على مستوى سفير او قائم بأعمال.
يبقى المهم كيف ستُترجم عودة العلاقات الى طبيعتها؟ وهل من المتوقع ان يتم تزخيمها لاحقاً في خطوات عملية لدعم الاقتصاد وخطة التعافي والمساهمة في دعم القطاعات المتهالكة كالهرباء والمحروقات؟
ثمة من يتوقع حذراً سعودياً بشكل خاص في المرحلة الاولى حتى لو عاد السفير السعودي الى بيروت قريباً، بإنتظار ان تتبين خطوات الحكومة في تحقيق الاصلاحات المطلوبة وهي جزء من المبادرة الكويتية والمطالب الخليجية او ورقة «بناء الثقة مع لبنان»، والتي طالبت ان يساعد لبنان نفسه قبل ان يطلب مساعدة الآخرين، عدا عن ترقب النتائج للإجراءات الرسمية المطلوبة كما نصت الورقة الخليجية «ألّا يكون لبنان منصة لأي عدوان لفظي او فعلي، او ان يخرج من لبنان أي أمر يمكن ان يُعرّض امن المنطقة او يقوض من امن واستقرار المنطقة، ومسؤولية الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية في هذا المجال».
وثمة من يربط تحسن العلاقات وعودتها الى طبيعتها بنتائج ما سيحصل في المنطقة على صعيد حرب اليمن والعلاقات السعودية – الايرانية، وتطور الاتصالات الجارية لعودة سوريا الى مقعدها في جامعة الدول العربية، وهل يزور الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد الرياض بعد زيارته الى الامارات والتي أُحيطت بحفاوة بالغة كما قيل.
لا بد من الانتظار قليلاً حتى يتضح الخيط الابيض من الخيط الاسود.