داءٌ في الهند يقتُل الناجين من ”كورونا“.. ما يحصل خطير
نشرت شبكة “CNN” الأميركية تقريراً جديداً يسردُ معاناة الهند مع “داء الغشاء المخاطي” (المعروف بمرض الفطر الأسود)، والذي يزداد بشراسة بعد الإصابة بفيروس “كورونا”.
وسلط التقرير الضوء على حالة مواطنٍ يدعى “سرينيفاس س.”، والذي دخل إلى مستشفى سانت جون في بنغالورو لإزالة أجزاء من الأنسجة السوداء والعظام المتعفنة من وجهه.
ووفقاً لـ”CNN”، فإنّ الرجل المريض هو سائق يبلغ من العمر 41 عاماً، ويعدّ واحداً من أكثر من 45 ألف هندي يعانون من “داء الغشاء المخاطي” منذ بداية موجة “كورونا” الثانية بالهند في أواخر آذار الماضي. ومع هذا، فقد سجلت البلاد أكثر من 4300 حالة وفاة جراء الإصابة بهذا المرض الذي يتنامى وينتشر بشكل كبير في الهند.
وفي الواقع، فإن “داء الغشاء المخاطي ” هو أزمة كورونا الثانية في الهند. وقبل هذا العام، كانت العدوى نادرة في الهند على الرغم من أنها كانت أكثر شيوعاً هناك بحوالى 80 مرة مقارنة بالدول المتقدمة.
وينتج “داء الغشاء المخاطي” عن مجموعة من الفطريات تسمى “الفطريات المخاطية”، وهي نوع من الفطريات التي يتعرض لها الناس كل يوم، ولكن عندما تُصاب أجهزتهم المناعية بفيروس “كورونا”، يصبحون أكثر عرضة للإصابة بذلك الداء. وفعلياً، يمكن للفطر الأسود أن يسبب ضرراً دائماً للوجه وفقدان الرؤية والموت، ما لم يتم علاجه بسرعة.
ويؤثر هذا المرض على الأنف والعينين وأحياناً على الدماغ، ويصيب مرضاه في العادة في الفترة من 12-18 يوما بعد تعافي الشخص من كوفيد-19.
وارتفعت حالات الإصابة بـ”داء الغشاء المخاطي” في الهند، كما جرى اكتشاف عدد قليل من الحالات في أماكن أخرى مثل نيبال وأفغانستان ومصر وسلطنة عمان.
والآن، أصبحت أعداد حالات الإصابة بذلك الداء في الهند أعلى بكثير الآن مما كانت عليه بعد الموجة الأولى لفيروس كورونا في البلاد في أيلول الماضي.
ويتسبب مرض السكري في ارتفاع مستويات السكر في الدم، وهي ظروف مثالية للفطر الذي يتغذى على السكر.
وفي الهند، كان ما لا يقل عن 77 مليون شخص مصاباً بمرض السكري اعتباراً من العام 2019. وتأتي البلاد من هذه الناحية في المرتبة الثانية بعد الصين التي كان لديها 116 مليون إصابة بالسكري.
تقول منظمة الصحة العالمية إن انتشار مرض السكري يرتفع بسرعة أكبر في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل مقارنة بالبلدان ذات الدخل المرتفع. وإلى جانب ارتفاع حالات “كورونا”، يتوقع الأطباء أن يُصبح “داء الغشاء المخاطي” أكثر شيوعاً في جميع أنحاء العالم.
وبحسب “CNN”، فإنه لا يوجد حل سريع لـ”داء الغشاء المخاطي”، ويخضع المرضى لعملية جراحية لإزالة الأنسجة المصابة في إجراء يعرف باسم التنضير، ثم يتم علاجهم بدواء مضاد للفطريات وهو ” amphotericin B”، وذلك لمنع العدوى من الظهور مرة أخرى.
ومع ارتفاع عدد الحالات في أيار الماضي، أبلغت عدة ولايات عن نقص في الدواء وتدخلت وزارة الكيماويات والأسمدة الهندية لتنظيم الإمدادات. وتمت الموافقة على 5 شركات إضافية لإنتاج الدواء في الهند، وجرى تقديم طلبات استيراد جديدة.
وفي أوائل حزيران الماضي، قال الأطباء في مستشفى سانت جون إنهم ما زالوا مجبرين على تقنين الجرعات بسبب عدم انتظام الإمدادات. وإلى جانب ذلك، فإن الدواء باهظ الثمن وتصل تكلفة الجرعة إلى 95 دولاراً، وهو غير متوفر خارج المستشفيات في الهند.
ويقول الأطباء إن هناك حاجة إلى 3 جرعات يومياً لمدة 28 يوماً على الأقل، مما يعني أن تكلفة العلاج قد تصل إلى 8000 دولار، وهو مبلغ لا يمكن للعائلات الهندية الفقيرة تحمّله.
وإلى جانب ذلك، يشير الأطباء إلى أن مرض الفطر الأسود له علاقة بالمنشطات (الستيرويد) التي تستخدم في علاج مرضى كورونا. ووفقاً لـ”BBC”، تعمل المنشطات على تخفيض الالتهاب في الرئتين لدى مرضى “كورونا”. ومع هذا، يمكن لهذه المنشطات أن تعمل على تخفيض المناعة وزيادة مستويات السكر لدى مرضى “كورونا” الذين يعانون من السكري والذين لا يعانون منه.
ويعتقد بأن هذا النقص في المناعة قد يتسبب بحالات الإصابة بداء الغشاء المخاطي لدى مرضى السكري أو الأشخاص الذين يعانون من نقص حاد في المناعة، كمرضى السرطان أو الأشخاص المصابين بالإيدز.