كيف تؤثر الانتخابات الأميركية على أسعار الذهب؟
قال تقرير في موقع أويل برايس (oil price) الأميركي إن الانتخابات الأميركية يمكن أن تؤدي إلى تقلبات قصيرة الأجل في سوق المعادن الثمينة، خاصة إذا طُعن في نتائجها، لكنها لن تؤثر على سوق الذهب على المدى الطويل. ويعتمد ذلك كثيرا على هوية الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وكيف ستحلل الأسواق نتائج الانتخابات.
ويعتقد الكاتب أركاديوس سيرون أن مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن قد يكون مناسبا أكثر لسوق الأوراق المالية مما يعتقده كثير من الناس، حيث إن وجهات نظره بشأن الزيادات الضريبية ستتراجع مع مرور الوقت، لا سيما في ظل تعافي الاقتصاد بشكل ضئيل في فترة ما بعد جائحة كورونا.
وذكر الكاتب أن السيناريو الأفضل بالنسبة للذهب هو اكتساح ديمقراطي كامل للبيت الأبيض ومجلس الشيوخ.
وقال إن استيلاء الديمقراطيين على السلطة بالكامل من المحتمل أن يؤدي إلى زعزعة السوق، من حيث الإجراءات والترفيع في الضرائب، وهو الأمر الذي سيدفع المستثمرين مرة أخرى نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب.
حالة عدم اليقين
من ناحية أخرى، يضيف الكاتب أنه إذا فاز بايدن بالرئاسة، في حين حافظ الجمهوريون على أغلبية في مجلس الشيوخ؛ فقد يعني ذلك بالنسبة لوول ستريت التخلي عن السياسات الخارجية والتجارية الضارة مع الحفاظ على الإصلاح الضريبي لترامب، لكن مثل هذا السيناريو من المحتمل أن يجعل أسعار الذهب تتعثر.
وأشار الكاتب إلى أن الانتخابات، وما يرتبط بها من حالة عدم اليقين، قد تتسبب في حدوث تقلبات قصيرة الأجل في سوق الذهب.
وفي حين يتوقف الكثير على نتيجة الانتخابات -كما يقول الكاتب- فإنه ينبغي ألا تكون العامل الذي يسهم في استئناف أسعار الذهب اتجاهها التصاعدي.
وذكر الكاتب أيضا أنه في حال تمت الموافقة على حزمة التحفيز المالية من قبل الإدارة الأميركية، فسيستمر ارتفاع الدين العام الأميركي بوتيرة لم يسبق لها مثيل، وسينتج عن ذلك ارتفاع سعر الذهب.
لكن الكاتب استدرك بالقول “سيكون لدى الاحتياطي الفدرالي المزيد من سندات الخزانة المتاحة لتوسيع ميزانيته العمومية مرة أخرى”.
حزمة تحفيزية
ورغم أن دونالد ترامب أوقف الثلاثاء محادثات حزمة التحفيز الاقتصادي مع الديمقراطيين، فإن الكاتب بدا مقتنعا بأنه سيقع تمرير الحزمة التحفيزية المالية الأميركية في نهاية المطاف؛ الأمر الذي يمكن أن يشجع سعر الذهب على الاستمرار في مساره التصاعدي.
ويقول تقرير أويل برايس إن التدفقات المستمرة للأموال إلى صناديق الاستثمار المتداولة للذهب تشير إلى أن السوق الصاعد للذهب لم ينته بعد.
ورغم أن تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة ليست المحرك الوحيد لأسعار الذهب -حسب الكاتب- فإن هناك حقيقة واضحة وهي أن المستثمرين لا يمكنهم تجاهل سوق الذهب.
وخلص الكاتب إلى أن انخفاض الأسعار بعد ارتفاعها خلال آب الماضي يعد تصحيحًا لمسارها الحقيقي، وليس تراجعًا.
يشار إلى أن ترامب أوقف الثلاثاء المفاوضات مع المشرعين الديمقراطيين بشأن حزمة اقتصادية لتخفيف تداعيات فيروس كورونا إلى ما بعد الانتخابات، رغم زيادة الإصابات بالفيروس في كثير من أنحاء البلاد قبيل موسم الإنفلونزا.
وكتب ترامب على تويتر بعد يوم من مغادرته المستشفى الذي كان يعالج فيه من كوفيد-19؛ “أمرت ممثليَّ بوقف التفاوض إلى ما بعد الانتخابات، وسنسن بعد فوزي مباشرة مشروع قانون تحفيز كبيرا يركز على الأميركيين الكادحين والشركات الصغيرة”.
وإثر تصريحات ترامب؛ انخفضت أسعار الذهب قليلا قبل أن تعاود الارتفاع في تعاملات الأربعاء. وتحوم أسعار الذهب حاليا حول 1900 دولار. وينظر إلى المعدن الأصفر على نطاق واسع على أنه وسيلة تحوط في مواجهة التضخم وانخفاض العملة.
المصدر: الجزيرة