هل وجد نتنياهو حبل النجاة في أحداث التصعيد الأخيرة؟
نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا لمراسلتها هارييت شيرود قالت فيه “إن التصعيد بين إسرائيل وغزة وضع جهود تشكيل حكومة ائتلاف تستبعد أطول رئيس وزراء إسرائيلي من السلطة وتضعه على الرف”.
وأرجعت الصحيفة السبب في ذلك إلى أن نتيجة الانتخابات الإسرائيلية الرابعة في عامين لم تكن حاسمة، وقادت إلى تكليف يائير لابيد لتشكيل حكومة بالإضافة للعنف الداخلي والصواريخ المتبادلة بين إسرائيل وغزة التي عقدت من الجهود”.
ولدى لابيد مهلة حتى 2 حزيران المقبل لتشكيل ائتلاف مقبول، مع أن الجدول الزمني سيكون محلا للشك لو استمرت الأعمال العدائية. وفي الوقت نفسه يريد نتنياهو تعزيز صورته كرجل قوي قادر على الوقوف أمام المتشددين الفلسطينيين بخطابه الذي لا يتنازل فيه وأنه القادر على توجيه ضربة لحماس “بيد من حديد
وألمح يوم الأربعاء الماضي إلى “قيادته الموحدة وزعامته الحازمة”، وقال: “نعمل بكل قوتنا لحماية إسرائيل من أعداء الخارج وشغب الداخل”.
ووفق الصحيفة فإن نتنياهو ورغم إشرافه على عمليتين عسكريتين ضد غزة، عام 2012 و2014، فإن الوضع الحالي مختلف. فكان أهم إنجاز له خلال 12 عاما من حكمه هو سحب الموضوع الفلسطيني من الحياة اليومية للإسرائيليين. ولم يكن موضوع الاحتلال لغزة والقدس الشرقية وحصار غزة جزءا من الانتخابات الأربعة.
وذكر التقرير أنه “بعيدا عن المواجهات المتفرقة على حدود غزة، فقد ظلت النقاط الساخنة متركزة في الضفة الغربية المحتلة. إلا أن الانفجار هذا الأسبوع للعنف والهجمات بين اليهود والعرب في المدن والبلدات التي شهدت مستوى من التعايش جلبت العنف إلى داخل إسرائيل”.
ونقلت الصحيفة عن لابيد قوله، إن “هناك فقدانا كاملا للسيطرة” واتهم نتنياهو بـ”قيادة الفوضى”. وأضاف أن “المشاركين في الشغب من اليهود والعرب أعلنوا الحرب على إسرائيل ولا رد ولا حكومة، شرطة أو قيادة”.
وكتب نداف إيال، في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الواسعة الانتشار: “نحن نشاهد التحلل والتشرذم في ميثاقنا الاجتماعي”.
وقال لويس فيشمان، الأستاذ المشارك في كلية بروكلين في صحيفة “هآرتس”: “إن حيل نتنياهو السحرية كانت تقوم على جعل الإسرائيلي عميانا عن اضطهاد الفلسطينيين” و”لكن حتى بيت الورق الذي بني بعناية يبدأ بالانهيار وهو ما يحدث الآن فالنتنياهوية المنيعة، التي كانت من عمل ساحر بدأت بالتحطم”.
ونسبت “الغارديان” لـ لابيد قوله أيضا: “إن أحداث هذا الأسبوع يجب ألا تكون مبررا لبقاء نتنياهو في مكانه.. بل إنها على العكس هي السبب لاستبداله في أقرب وقت”.
ورأت الصحيفة أن هذه المهة (استبدال نتنياهو) ليست سهلة لأن الأحزاب الصغيرة داخل الطيف السياسي التي يحاول لابيد جذبها ستجد صعوبة في تنحية خلافاتها جانبا.
وقالت: “يفتقد لابيد، الصحافي السابق، الثقل السياسي والخبرة العسكرية في سياق نزاع كبير. فعلاوة على التهديد السياسي لحكومته والنقد الحالي حول الفوضى في المدن الإسرائيلية، فإن نتنياهو هو أول رئيس وزراء يقف أمام المحكمة في تهم جنائية بما فيها التزوير والرشوة. وينفي الاتهامات ويقول إنها نتاج لعملية ملاحقة سياسية. ومع أن عجلة العدالة الإسرائيلية بطيئة فإن منظور توجيه الاتهام والسجن في مرحلة ما هو جزء من حسابات رئيس الوزراء الحالي”.
وتابعت الصحيفة: “في الوقت الراهن، فإن النزاع الحالي يقدم نوعا من الحماية كما أخبر المحلل السياسي ميتشل باراك صحيفة نيويورك تايمز: نتنياهو بالضب
ط في المكان الذي يريده، وسط أزمة كبيرة لا تريد فيها تغيير رئيس الوزراء.. والباب مفتوح على مصراعيه”.