خشية من “تشرين المفاجآت”
عبّرت الأوساط المطلعة عن الخشية من “تشرين الأول المفاجآت” الذي زاد منسوبُ “حبسِ الأنفاس” فيه إقليمياً ودولياً مع إصابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ”كورونا»” والتأثيرات المحتملة على صحّته كما مجمل السباق الى البيت الأبيض، ناهيك عن تَمَدُّد بقع التوترات في المنطقة وشرق المتوسط وصولاً إلى القوقاز، فيما لبنان غارق في “عمى” كامل حيال مآل المحاولة الثانية من المبادرة الفرنسية التي حدّد لها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مهلة بين 4 و6 أسابيع لتفعل فعْلها، وسط ملامح مناوراتٍ متبادَلة ومحاولاتٍ لاستثمار تطوراتٍ ذات أبعاد خارجية للدفع نحو حكومةٍ وفق قواعد ومعايير ما قبل مساعي باريس.
وفي هذا الإطار، لاحظت الأوساط أنه على وقْع استكانةٍ داخلية إلى لعبة انتظارٍ جديدة لاحت بوادر محاولةٍ لتوظيف الإقلاع المرتقب (في 14 الجاري) لمفاوضاتِ ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية ورعاية أممية والتي أَفرج عنها الثنائي الشيعي “حزب الله” – رئيس البرلمان نبيه بري في توقيتٍ “مدروسٍ”، بهدف انتزاعِ تشكيلةٍ حكوميةٍ تراعي “الخطوط الحمر” التي حدّدها السيد حسن نصرالله ويتم “ترسيمها” بناء على فشل تجربتيْ حكومتي الرئيس حسان دياب وحكومة المستقلّين بالطبعة الفرنسية التي اعتبرها الحزب ستاراً للانقلاب على نتائج الانتخابات وإخراجه من دائرة القرار في لحظة “الانقضاض” الأميركي عليه.
ولم يكن عابراً في رأي هذه الأوساط تسريب قريبين من فريق 8 آذار، أن انطلاق مفاوضات الترسيم وإمكان بلوغها خواتيمها خلال 6 أشهر يستوجبان حكومةً “سياسية ووطنية” توفّر مناخاً مستقراً في الداخل يظلّل مسار التفاوض ويواكب محاولات بلوغ اتفاق مع صندوق النقد الدولي على حزمة إنقاذية، مع إيحاءٍ بأن “ورقةَ الترسيم” هي الأغلى على واشنطن، وهو ما انطوى على رسائل ضمنية بأن تسهيل هذا الملف، ورغم انتقاله إلى عهدة الرئيس ميشال عون، يتوقف على تخفيف الخارج والولايات المتحدة خصوصاً المنحى المتشدّد حيال الحزب وحلفائه ومشاركته في الحكومة الجديدة.
الرأي الكويتية