“تصفية” مسؤول في سوريا!
عثرت الفرق الإسعافية العاملة في محافظة إدلب شمال سوريا على جثة فايز الخليف، وهو مسؤول في ما يسمى بـ”حكومة الإنقاذ” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة)، وذلك بعد اختفائه منذ قرابة أسبوع أثناء ذهابه لعمله.
وذكرت مصادر طبية من إدلب، في تصريحات لـ”الحرة”، أن أحد المدنيين عثر على جثة الخليف، وهي ملقاة في الأراضي الزراعية التابعة لبلدة التوامة في ريف حلب الغربي، وعليها آثار تعذيب.
والخليف معروف في محافظة إدلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة وعلى رأسها هيئة تحرير الشام المتشددة، بوزير التعليم والبحث العلمي في “حكومة الإنقاذ”.
وتسيطر “حكومة الإنقاذ” على إدارة محافظة إدلب، وتتهم بتبعيتها لـ”هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا المرتبطة بالقاعدة)، إلا أن الأخيرة تنفي ذلك، وتعتبرها “جسما حياديا”، وهو النفي الذي ترفضه فصائل مسلحة أخرى.
وأضافت المصادر الأربعاء: “المدني أخبر بدوره فرق الدفاع المدني السوري، واتجهت في الساعات الماضية لنقلها إلى الطبابة الشرعية في المحافظة، من أجل الكشف بدقة عن أسباب الوفاة”.
من جانبه، أكد مصدر إعلامي مقرب من “حكومة الإنقاذ” مقتل الخليف، وقال لـ”الحرة”: “الجثة تعود له بعد التأكد من الملامح. حاليا ما تزال في الطب الشرعي”.
وكان الخليف قد فقد التواصل معه في الثالث من نيسان الماضي، بعد خروجه من منزله في مدينة إدلب، متوجها إلى مكان عمله.
ويحمل الخليف إجازة في الهندسة الزراعية من جامعة حلب، وماجستير في العلوم الزراعية من جامعة القاهرة تخصص مبيدات.
وتشهد محافظة إدلب بين الفترة والأخرى عمليات اغتيال تطال قادة وعناصر عسكريين في الغالب.
لكن حادثة الخليف لاقت ردود فعل غاضبة داخل أوساط أهالي المحافظة، حسب ما تحدثت مصادر إعلامية لـ”الحرة”، مشيرة إلى أن المنطقة التي فقد فيها الخليف تشهد انتشارا أمنيا مكثفا من قبل “هيئة تحرير الشام”.
وفي مطلع العام الحالي كان وزير العدل السابق في “حكومة الإنقاذ”، إبراهيم شاشو، قد نجا من محاولة اغتيال في مدينة إدلب، بعد إطلاق الرصاص عليه أمام منزله من قبل مسلحين مجهولين.
وتخضع إدلب في شمال غرب سوريا لسيطرة “هيئة تحرير الشام” وفصائل أخرى منضوية في تحالف “الجبهة الوطنية للتحرير”، والتي تتبع بدورها لما يسمى بـ”الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا.
ويأتي مقتل الخليف في الوقت الذي أعلنت فيه “تحرير الشام” عن حملات أمنية، قالت إنها تستهدف خلايا تتبع لتنظيم داعش في المنطقة.
وإلى جانب ما سبق تشير تقارير إعلامية من شمال غربي سوريا إلى أن “هيئة تحرير الشام” تشهد ومنذ أشهر نزاعا داخليا، إلى جانب نزاع آخر مع تشكيلات عسكرية، في مقدمتها تنظيم “حراس الدين” المعروف بتبعيته لتنظيم “القاعدة”