واحد من ثلاثة يفكر بالانتحار.. تقرير يكشف معاناة آلاف اللاجئين في الجزر اليونانية
كشف تقرير أعده خبراء بالدعم النفسي والاجتماعي أن سنوات من بقاء آلاف اللاجئين في جزر بحر إيجة أدت لأزمات نفسية لديهم، حيث يفكر شخص بين كل 3 في الانتحار.
ودفعت السياسات التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي المزيد من اللاجئين لمحاولة إنهاء حياتهم، بحسب التقرير الصادر عن لجنة الإنقاذ الدولية (IRC).
وتم جمع البيانات الخاصة بالتقرير خلال عامين ونصف العام الماضيين في جزر ليسبوس وساموس وخيوس.
ويقول التقرير إن الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) وإيذاء النفس وجدت لدى لاجئين من جميع الأعمار والخلفيات، وقد ظهرت نتيجة اليأس في المناطق الحدودية الشرقية لأوروبا.
وأفاد التقرير أن ثلاثة من كل أربعة أشخاص ساعدتهم لجنة الإنقاذ الدولية من خلال برنامجها للصحة النفسية في الجزر الثلاث أفادوا بأنهم يعانون من أعراض مثل مشاكل في النوم والاكتئاب والقلق.
وأضاف التقرير “أبلغ واحد من كل ثلاثة عن تفكيره بالانتحار، بينما أفاد واحد من كل خمسة أنه حاول الانتحار”.
ونتيجة الحريق الذي اندلع في مخيم موريا بجزيرة ليسبوس، نزح حوالي 13000 طالب لجوء مؤقتا بعد تدمير المخيم، وبعدها ساء الوضع الإنساني بشكل كبير.
وقال علماء النفس المشاركين في التقرير إن حصيلة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية ارتفعت بسبب إجراءات الإغلاق الخاصة بكورونا والتي أبقت الرجال والنساء والأطفال محصورين في المخيمات.
وفي السابق كان اللاجئون في مخيم موريا وهو أكبر مخيم للاجئين في أوروبا قبل تدميره نتيجة الحريق، كانوا يشاركون في مباريات لكرة القدم خارج المخيم وأنشطة جماعية أخرى.
ومع الإشارة إلى أن القيود كانت أكثر صرامة بالنسبة للاجئين والمهاجرين من تلك المطبقة بأماكن أخرى في اليونان، وجد فريق الدعم التابع للجنة الإنقاذ الدولية تدهورا ملحوظا في الصحة النفسية للاجئين في المخيمات منذ أن تم فرض الإغلاق في آذار الماضي.
ويقول التقرير إن جائحة كورونا أدت إلى تفاقم معاناة طالبي اللجوء وكشفت العيوب في نظام اللجوء في أوروبا.
وعلى مدار العام كان هناك ارتفاع في نسبة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية، من واحد من كل سبعة إلى واحد من كل أربعة. وزادت نسبة الإفصاح عن محاولة إيذاء النفس بنسبة 66٪.
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية التي أسسها ألبرت أينشتاين في عام 1933 ويقودها الآن وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند إن النتائج تقدم المزيد من الأدلة على الإخفاقات السياسية في اليونان والاتحاد الأوروبي.
وبعد خمس سنوات من سعي السلطات لإنشاء مراكز استقبال وإيواء على الجزر في بداية أزمة اللاجئين، لا يزال حوالي 15000 رجل وامرأة وطفل عالقين في المخيمات، بحسب ما ذكرته صحيفة “الغارديان” البريطانية.
ووصفت لجنة الإنقاذ الدولية الأوضاع في المخيمات بأنها خطيرة وغير إنسانية، وقالت إن السكان ما زالوا محرومين من الحصول على ما يكفي من المياه وخدمات الصرف الصحي والمأوى والخدمات الحيوية مثل الرعاية الصحية والتعليم والمساعدة القانونية لمعالجة طلبات اللجوء.
المصدر: الحرة