صراع للبقاء وسط خطر الموت.. مخيم الركبان يشهدُ أول عملية ولادة قيصرية
شهد مخيم الركبان للنازحين بالقرب من الحدود السورية – الأردنية عملية ولادة قيصريّة بإمكانيات بسيطة جداً، إذ وضعت سيدة تبلغ من العمر 30 عاماً طفلها وسط ظروف صعبة.
ووفقاً للتقارير، فإنّ ريم إبراهيم خضعت لعملية جراحية يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وكان ذلك من قبل الفريق الطبي لمجلس عشائر تدمر والبادية السورية.
ويقول رئيس “هيئة العلاقات العامة والسياسية في البادية السورية”، شكري الشهاب أنّ “الطاقم المشرف على العملية عبارة عن ممرض وقابلتين”، مشيراً إلى أن العملية حصلت في ظل إمكانيات بسيطة.
ويقع مخيم الركبان في منطقة صحراوية قرب الحدود السورية- الأردنية، ويعيش فيه نحو 12 ألف نازح، معظمهم من النساء والأطفال، ويفتقد إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية.
وفي الواقع، فإنّ المخيم يعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية، كما أنه لا يوجد ضمنه طبيب واحد، وفق ما ذكر موقع “المونيتور” الإلكتروني.
وفي السابق، كانت هناك عيادة تابعة لليونيسيف على الجانب الأردني من الحدود تخدم المخيم، إلا أنه مع تفشي جائحة فيروس “كورونا” المستجد، فقد جرى إغلاق العيادة وتحديداً في مايو/أيار الماضي، وبقي المخيم من دون رعاية طبية.
وتعاني النساء الحوامل في مخيم الركبان من مخاطر قد تصل إلى وفاتهن مع أجنتهن، بسبب غياب إمكانية الولادة القيصرية، لا سيما بعد إغلاق النقطة الطبية التابعة لمنظمة “اليونيسيف”.
وكانت حياة السيدة إبراهيم في خطر قبل الولادة، واقترح بعض الناشطين انتقالها إلى مناطق يسيطر عليها النظام السوري، لكن هذا الأمر لم يكن وارداً بالنسبة لها.
وبحسب “المونيتور”، فإنّ إبراهيم استقرت في مخيم الركبان قبل 5 سنوات هرباً من عنف النظام، وهي تقول: “كانت حياتي في خطر. لكن إذا أردت السفر إلى أراضي النظام، فهذا يعني عدم رؤية زوجي أو طفلي مرة أخرى – إلا إذا دفعت أكثر من 2500 دولار للمهربين ومسؤولي جيش النظام”.
وعلى الرغم من نجاة إبراهيم من العملية، فقد كان الخطر كبيراً عليها وعلى إبنها أيضاً. فالولادة القيصرية ليست إجراءً عادياً، كما أن تخدير الشخص ليس بالأمر السهل، ومثل هذه الأمور تتطلب سنوات من التدريب، وإذا حدث أي خطأ، فقد يتسبب بإصابة إبراهيم وطفلها بإصابات دائمة، أو الأسوأ من ذلك، الموت.
ويعاني العديد من سكان المخيم من مجموعة متنوعة من أمراض الجهاز التنفسي فضلاً عن الأمراض الجلدية، وهي تفاقمت بسبب سوء التغذية.
ومع هذا، فإن المخيم يواجه نقصاً في المواد الغذائية والأدوية بسبب حصار النظام السوري والقوات الروسية للمخيم، ووصلت آخر شحنة مساعدات من الأمم المتحدة والصليب الأحمر العربي السوري قبل أقل من عام بقليل. وفعلياً، فإن الإمدادات القليلة تدخل إلى المخيم عن طريق المهربين، وهي عملية مكلفة وخطيرة.
ويرفض الأردن تقديم أي مساعدة للنازحين في مخيم “الركبان” عبر أراضيه، بحجة وجوده في أراضٍ سورية ولا علاقة للأردن به، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.
وبذلك، فإن المساعدات عبر الحدود الأردنية متوقفة منذ سنتين، وحالياً تقتصر على تقديم الماء فقط.
وفي ظلّ هذه الظروف، فإنّ الكثير من الأشخاص مثل إبراهيم يفضلون الموت على العودة إلى مناطق يسيطر عليها النظام السوري، وتقول السيدة: “المجتمع الدولي ومنظماته غير الحكومية تركت مخيم الركبان يواجه مصيره وحده، بلا إنسانية ولا رحمة”.