يعاني الأهالي الذين لديهم حالات مصابة بمرض التوحد في الدول العربية، من قلة المراكز الطبية الحكومية المتخصصة في مثل هذه الحالات، وفي نفس الوقت، التكاليف الباهظة في المراكز التابعة للقطاع الخاص.
وفي مصر قدم النائب بالبرلمان أيمن محسب، طلب إحاطة موجه إلى وزراء الصحة والسكان، والتعليم والتضامن الاجتماعي، يهدف لإطلاق حملة للكشف المبكر عن التوحد، واتخاذ إجراءات جادة لتحسين حياة المصابين به.
وشدد محسب على ضرورة وجود قاعدة بيانات خاصة بأعداد مصابي التوحد في مصر مطالبا وزارة الصحة بحملة توعية بهذا المرض.
محسب أوضح لسكاي نيوز عربية أن التوحد أصبح من الأمراض الشائعة خلال السنوات الأخيرة، وهو أحد مظاهر الاضطراب العصبي التي تظهر على الأطفال في سن مبكر للغاية تتسبب في قصور في الاتصال واللغة، والسلوكيات النمطية المتكررة، ويأتي هذا في ظل جهل مجتمعي بالمرض وأعراضه وسبل التعامل معه، وهو ما يجعل أباء أطفال التوحد عرضة للاستغلال من جانب المراكز غير المرخصة، وغير المؤهلة للتعامل مع هذه الحالات.
وأضاف محسب، أن الدولة المصرية تواجه تحديات ضخمة في مواجهة هذا المرض أبرزها غياب الإحصائيات الرسمية الخاصة بمرضى التوحد في مصر، باستثناء بحث أجراه المركز القومي للبحوث عام 2020، عن الأطفال من عمر سنة إلى 12 سنة، في عدد من المحافظات، لحصر عدد الأطفال المصابين بالتوحد، فتم حصر ما يقدر بـمليوني طفل مصابون بالتوحد في مصر، في الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة أن حوالي 1 بالمئة من سكان العالم مصابون بمرض التوحد، أي حوالي 70 مليون شخص حول العالم.
وحول طلب الإحاطة الذي قدمه للبرلمان وأهدافه أوضح النائب:
ارتفاع معدلات الإصابة بين الأطفال المصريين بهذا المرض دفعه لمطالبة الحكومة بإطلاق حملة للكشف المبكر عن مرض التوحد، واتخاذ إجراءات من شأنها تحسين جودة حياة المصابين بالمرض، سواء بتوفير المراكز المتخصصة والمؤهلة لاستقبال هذه الحالات في جميع محافظات الجمهورية بأسعار رمزية تناسب الأسر المصرية ولا تشكل عبء مادي عليهم.
محاربة المراكز غير المتخصصة التي تسعي لاستغلال الأسر واستنزافهم ماديا في برامج علاج لا تناسب حالات أبنائهم.
مطالبة وزارة الصحة بإطلاق حملة توعية بأعراض المرض حتى يمكن للوالدين اكتشاف أبنائهم المصابين في سن مبكر لكي تتاح لهم فرص العلاج المناسبة قبل فوات الأوان.
الحملة تهدف أيضا لتوضيح كيفية التعامل مع التوحد، والمسارات التي يجب أن تتخذها الأسرة مع طفل التوحد، والمساهمة في تعزيز قدرات مقدمي الرعاية والقوى العاملة الصحية لتقديم الرعاية اللائقة والفعالة للمصابين بالتوحد، ودعم التخصصات التي تتعامل مع تلك الفئة من المرضى.
العمل على دمج هذه الفئة مجتمعيا خاصة داخل المدارس في المراحل التعليمية المختلفة، حيث تتسبب العزلة التي يعيشها أطفال التوحد في تفاقم حالتهم، مع الحرص على توفير المعلمين التربويين القادرين على التعامل في هذه الفئة داخل المدارس.
ضرورة وجود قاعدة بيانات خاصة بأعداد مصابي التوحد في مصر، ودرجة الإصابة، لكي تتمكن الدولة من تقديم الدعم المناسب لكل حالة.