عرب وعالم

لماذا يهدد زعيم كوريا الشمالية بحرب نوويّة “استباقية”؟

نشر موقع “الحرة” تقريراً تحت عنوان: “كوريا الشمالية.. لماذا يهدد كيم جونغ أون بحرب نووية “استباقية”؟”، وجاء فيه:
أثار تهديد الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، باستخدام الأسلحة النووية التي تمتلكها بلاده “بشكل استباقي” للدفاع عن “مصالحها الأساسية” عاصفة من الاهتمام في العالم، وبشكل خاص في العاصمتين الأميركية والكورية الجنوبية.

ونقلت مجلة “National Interest” الأميركية عن خبراء قولهم إن هذه التصريحات “قد تشير إلى تغير في استراتيجية بيونغ يانغ النووية”، محذرين من أن مثل هذا التطور سيكون له آثار كبيرة على الاستقرار الإقليمي

وتقول المجلة إن “المتشائمين” يحذرون من أن كوريا الشمالية “تعمل على برنامج سيجعل غزو الجنوب ممكنا يوما ما”، على الرغم من أنه من غير المرجح أن يحدث مثل هذا السيناريو طالما أن التحالف العسكري بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية يعمل على ردع استفزازات الجارة الشمالية.

ويقول “المتفائلون” بحسب المجلة إن كوريا الشمالية تركز فقط على حماية نفسها من أميركا، وبالتالي، يجب على الولايات المتحدة تسهيل التعاون مع كوريا الشمالية.

وتقول المجلة إن هناك حقيقة قائمة هي أن بيونغ يانغ تريد أن تحافظ على الإحساس بوجود بيئة خارجية معادية لتبرير وجود النظام وبقائه في الحكم، وبالتالي، من المرجح أن تتبع كوريا الشمالية استراتيجية تستفيد من قدراتها النووية لتحقيق أهدافها السياسية.
وتقول المجلة إن فهم المصالح الوطنية الأساسية لكوريا الشمالية أمر بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بكيفية تطور استراتيجيتها النووية.

“دستور” حزب العمال

ينص ميثاق حزب العمال الحاكم، الذي يعتبر دستور كوريا الشمالية الأعلى، على أن يكون لكوريا الشمالية هدفان وطنيان فوريان، أولهما بناء دولة قوية في النصف الشمالي من شبه الجزيرة الكورية، أي منطقة كوريا الشمالية، والهدف الثاني هو إقامة دولة اشتراكية تشمل شبه الجزيرة الكورية بأكملها، بما في ذلك كوريا الجنوبية، الأمر الذي يستلزم تحرير الكوريين الجنوبيين من “الإمبريالية الأميركية المتصورة وبناء دولة شيوعية موحدة”.

وتقول المجلة إن مثل هذا النظام السياسي أصبح الأساس لمحاولات كوريا الشمالية تحديد مصالحها الوطنية الخاصة.

وفيما تنظر البلدان العادية إلى السلامة الإقليمية، ورفاه الناس، والازدهار الاقتصادي باعتبارها مصالح وطنية حيوية، فإن أيديولوجية الحكم الكوري الشمالي تضع بقاء عائلة كيم فوق كل المصالح الوطنية الأخرى، وتعرفها بأنها المصلحة الوطنية الأساسية للبلاد وسبب وجودها.

والفكرة وراء ذلك هي الاعتقاد بأن كوريا الشمالية لن تكون قادرة على تحقيق أهدافها الوطنية وإكمال الثورة إلا إذا بقيت عائلة كيم على قيد الحياة.

وتقول المجلة إنه بما أن مصالح الأمن القومي الأساسية لكوريا الشمالية مرتبطة بوجود نظام كيم، فإن المواقف التي ترى فيها بيونغ يانغ أن مصالحها الأساسية مهددة قد تكون كثيرة، وبعبارة أخرى، فإن التهديدات المحتملة لا تشمل فقط التهديدات العسكرية الخارجية للدولة، ولكن أيضا الأوضاع الخارجية والداخلية التي يمكن أن تقوض شرعية النظام.

ولذا، يمكن للنظام الكوري أن يعتبر أن أي خطر – حقيقي أو متخيل – يهدد بقاء زعيمه وعائلته في الحكم خطرا يستدعي الردع النووي، وفقا للمجلة.

وتقول المجلة إن مفهوم كوريا الشمالية للردع يتضمن عناصر من الإكراه تخلق بيئة خارجية تهدف إلى تعزيز شرعية النظام أو إجبار الدول المجاورة على قبول الوضع كما ترغب بيونغ يانغ.

ونتيجة لذلك، “كان النهج العسكري الاستراتيجي لكوريا الشمالية قريبا مما يسمى باستراتيجية السيطرة على التصعيد”، حيث تحقق بيونغ يانغ أهدافها السياسية المرجوة من خلال الانخراط في استفزازات محسوبة بعناية لا تخاطر بالوصول إلى عتبة الانتقام الأميركي، وبالتالي تحد من خطر نشوب حرب شاملة.

وهذا يعني، وفقا للمجلة، أن كوريا الشمالية تمكنت من استخدام الأسلحة النووية ببراعة أو التهديد باستخدامها لتحقيق أهدافها السياسية مع البقاء دون عتبة الانتقام النووي الأميركي.

وفي حين أنه من غير المرجح أن تسقط كوريا الشمالية قنابل نووية على كوريا الجنوبية، إلا أنه يمكن استخدام أسلحتها النووية بطريقة تزيد من تأثير الإكراه من خلال التسبب في مستويات مماثلة من الخوف لهجوم فعلي.

ويقترح تقرير مجلة “ناشونال إنترست” أن يضع مخططو الأمن القومي سيناريوهات حيث تقوم كوريا الشمالية من خلالها باستخدام أسلحتها النووية أو التهديد باستخدامها.

كذلك، تقترح المجلة إيجاد وسائل مختلفة للرد أو الانتقام إما من خلال جعل كوريا الجنوبية تطور أسلحتها النووية الخاصة، أو إعادة نشر الأسلحة النووية التكتيكية الأميركية في شبه الجزيرة الكورية.

ووفقاً للمجلة، قد يكون من الأنسب تعزيز القوات التقليدية المتقدمة في كوريا الجنوبية وتحديث القوات الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية.

(الحرة)

مقالات ذات صلة