عرب وعالم

منشورات غامضة.. هل يهدد الغزو الروسي لأوكرانيا عمل محطة الفضاء الدولية؟

تحاول وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس” تهدئة المخاوف بشأن احتمالية انسحابها من وكالة الفضاء الدولية بعد أن أثارت منشورات غامضة عبر وسائل التواصل جدلا واسعا، وفقا لما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وعقب إعلان العقوبات على موسكو بسبب الاجتياح الذي شنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أوكرانيا، تلقى مدير الوكالة الروسية، ديميتري رغوزين، انتقادات بسبب عدد من المنشورات، من بينها مقطع فيديو مدته دقيقة واحدة، ويعتمد سيناريو وهمي.

ويظهر المقطع الذي نشرته وكالة الأنباء “ريا نوفوستي” عبر تطبيق تلغرام في الخامس من مارس، رائدي فضاء روسيين تاركين وراءهما زميلهما الأميركي، مارك فاندي هي، ويلوحان مودعين خلال مغادرتهما المحطة الدولية.

وأتى نشر الفيديو تزامنا مع عودة رائد الفضاء الأميركي إلى الأرض عبر مركبة روسية في رحلة مخططة بتاريخ 30 اذار.

وخلال ثلاثة أسابيع شكك القطاع الفضائي بمدى التزام الوكالة الروسية بتعهداتها تجاه المحطة الدولية، وردت الوكالة في بيان نقلته وكالة “تاس” الرسمية للأنباء، الاثنين أن “روسكوزموس لم تترك أبدا أمام أحد مجالا للشك في موثوقيتها كشريك”.

ورغم أن الفيديو يختتم بالقول إن “هذا يستند إلى أحداث غير واقعية”، إلا أنه أثار انتقادات لاذعة للوكالة في مجتمع الفضاء الأميركي.

ووصف سكوت كيلي، رائد الفضاء السابق في وكالة “ناسا” والذي عمل جنبا إلى جنب مع رواد الفضاء الروس خلال فترتين طويلتين على متن محطة الفضاء الدولية، ما حصل على أنه “انتهاك لا يمكن تصوره للثقة” التي كانت صامدة منذ فترة طويلة بين برامج الفضاء الأميركية والروسية.

وأصر كيلي في حديثة لصحيفة “وول ستريت جورنال” على أن الأواصر الوثيقة التي تربط بين رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية تستبعد احتمالية ترك زميل أميركي وراءهم.

وأشار في حديثه عن رائدي الفضاء الروسيين، أنطون شكابلروف وبيوتر دوبروف: “لن أتفاجأ أن يرفضا إذا طُلب منهم تركه هنا.. إذا قيل لي ذلك، فسأقول: ماذا هل تمزح ؟ لن أغادر. أنا لن أتخلى عن أحد زملائي في الطاقم لأتركه في الفضاء”.

وفي حادثة أخرى، كان روغوزين، مدير الوكالة الروسية، قد نشر سلسلة من التغريدات في 24 شباط، زعم خلالها أن الانسحاب الروسي من محطة الفضاء الدولية سيؤثر على القدرة الأميركية في إبقاء المحطة بمدارها.

وقال: “إذا حجبتم التعاون معنا، من سينقذ محطة الفضاء الدولية من الخروج من المدار وفقدان السيطرة لتسقط على الولايات المتحدة أو الأراضي الأوروبية؟”.

ولم تستجب وكالة الفضاء الروسية أو روغوزين على طلب “وول ستريت جورنال” للتعليق.

وفي حديثه مع الصحفيين، الاثنين، قال جويل مونتالبانو، مدير عمليات “ناسا” في وكالة الفضاء الدولية إن الوضع في الفضاء لم يتغير بما يحدث على الأرض، مؤكدا أن ناسا تواصل العمل مع روسكوزموس وشركائها الدوليين الآخرين لمواصلة العمليات الآمنة للمحطة الدولية، قائلا: “لم يتغير شيء في الأسابيع الثلاثة الماضية” بعد غزو أوكرانيا.

ويقول كيلي إن العلاقات بين أفراد طاقم محطة الفضاء الدولية، بغض النظر عن جنسياتهم، لا تتأثر بشكل كبير بالتغيرات الجيوسياسية على الأرض.

وأمضى كيلي ما مجموعه 520 يوما على متن محطة الفضاء الدولية وهو مشهور بمهمته القياسية التي أمضى بها 340 يوما في الفضاء ما بين عامي 2015 و 2016.

ويضيف كيلي “عندما تكون في الفضاء أنت عضو في طاقم واحد .. نعتمد على بعضنا البعض .. حرفيا في حياتنا هناك”.

تعاونت الولايات المتحدة وروسيا في الفضاء لما يقرب من خمسة عقود ، منذ أن تلاحمت مركبة أبولو مع مركبة سويوز في عام 1975، وتصافح رائد الفضاء الأميركي، توماس ستافورد، مع زميله الروسي أليكسي ليونوف. وبدأ التعايش بين الدول في محطة الفضاء الدولية في نوفمبر 2000.

وأطلقت محطة الفضاء الدولية، التي يقارب حجمها ملعب كرة القدم وتدور حول الأرض كل 90 دقيقة، عام 1998. يتم تشغيلها من قبل شراكة دولية بما في ذلك وكالات الفضاء الكندية واليابان ووكالة الفضاء الأوروبية وكذلك ناسا وروسكوزموس.

وتتكون المحطة من جزأين، أميركي يوفر الكهرباء، وروسي يتكون من ثلاث وحدات كبيرة تسمى: زاريا وزفيزدا وناوكا، وثلاث وحدات أصغر تتيح للمركبات الفضائية الزائرة بأن ترسو في المحطة الدولية.
ويعتبر الجزء الروسي مسؤولا عن عمليات إطلاق الصواريخ الدورية التي تحافظ على محطة الفضاء الدولية في مدارها الصحيح على بعد حوالي 250 ميلاً (402 كلم) فوق الأرض.

المصدر: الحرة

مقالات ذات صلة