حصار كييف يسابق الوقت.. ساعات تفصل الروس عن قلب العاصمة
فيما يتواصل الحشد العسكري الروسي في محيط العاصمة الأوكرانية كييف منذ أيام، رجح العديد من المراقبين أن تدخلها القوات الروسية خلال أيام قليلة أو ساعات.
فقد رأت بعض المصادر بأنه من المتوقع ان تستهدف المدينة في غضون 48 إلى 72 ساعة، بحسب ما أفادت شبكة فوكس نيوز الاميركية، اليوم الأربعاء.
تخطت المشاكل اللوجستية
بدوره، رجح مركز أبحاث أميركي مؤثر Institute for the Study of War ، مقره واشنطن، أن تستعد القوات الروسية المتمركزة الآن في الضواحي الشرقية والشمالية الغربية والغربية من كييف، إلى الهجوم خلال الساعات 24 إلى 96 القادمة.
وأوضح أن الروس الذي بطّأوا خلال الأيام الماضية من وتيرة تقدم آلاف الجنود ومئات الآليات، نحو العاصمة الأوكرانية، بسبب بعض المشاكل اللوجستية، تغلبوا تدريجياً على كافة العقبات التي واجهتهم وباتوا قادرن على شن هجومهم في غضون أيام.
تأمين الإمدادات
إلا أن الباحثين أشاروا في الوقت عينه إلى أن نجاح دخول كييف يعتمد جزئيًا على مدى فعالية القوات الروسية في “إعادة الإمداد وإعادة تنظيم صفوفهم” لا سيما وأن التحرك الأول انهار أو عرقل بسبب بعض الأخطاء المعيبة، كعدم الأخذ بعين الاعتبار التعرض لهجوم بري استراتيجي من قبل الأوكران، أو قطع امدادات الفيول.
وفي السياق، قال مايكل كوفمين، مدير معهد “سي أن إي” للدراسات الاستراتيجية الروسية، بحسب ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية إن أحد الأرتال الروسية الذي توجه سابقا بنحو 1500 جندي صوب الشمال الغربي لكييف، بطول بلغ 40 ميلاً ، علق عقب نفاد الوقود من المركبات أو حتى استهداف بعضها!
وأدت تلك العقبات في حينه، وتأخر تقدم الأرتال الروسية إلى ازدحام كبير، بسبب محدودية الطرق المتاحة والشوارع “الريفية الموحلة التي أضافت أسبابا أخرى لعرقلة التقدم.
الرتل الرئيسي متوقف
يذكر أن الولايات المتحدة كانت أفادت في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، بأن رتلاً روسياً جديداً يتقدم نحو كييف من شمال شرقي العاصمة الأوكرانية، مشيرة إلى أن الرتل الرئيسي الآتي من الشمال متوقف منذ عدة أيام.
وأوضح مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع أن الروس “بدأوا محاولة التقدم نحو كييف من الشمال الشرقي”، مضيفا أنهم على مسافة نحو 60 كيلومترا من المدينة، من دون أن يتمكن من تحديد عدد المركبات المعنية، بحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس”.
كما أضاف أن الروس “محبطون من القدوم من الشمال” حيث لم يحرزوا تقدما كبيرا منذ عدة أيام بسبب المقاومة الأوكرانية والمشاكل اللوجستية والإمداد.
عملية محدودة؟!
يشار إلى أن موسكو كانت أعلنت سابقا أن العملية العسكرية التي أطلقتها في 24 فبراير، محدودة من أجل حماية المواطنين الروس في شرق أوكرانيا، وحماية الحدود الروسية، إلا أنها سرعان ما دفعت بآلياتها نحو الجنوب والشمال، كما طوقت العاصمة استعداد لدخولها.
في حين بدأت العديد من الدول الغربية تطرح سيناريوهات ما بعد السيطرة على كييف، وامكانية ارساء حكومة أوكرانية يف المنفى.
فيما لا يبدو أن الكرملين قد يتراجع، لاسيما وأنه أكد أكثر من مرة أنه يرضى بأي تهديد على حدود بلاده،مطالبا بنزع السلاح النوعي من أوكرانيا، وكف كييف عن مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأأطلسي، فضلا عن وقف توسع الحلف شرقي أوروبا.
المصدر: العربية