مجلة أميركية: روسيا تعرقل تدفق المساعدات إلى سوريا وعلى إدارة بايدن الردّ على ممارساتها بهذه الطريقة
يحيي السوريون في غضون شهر، الذكرى الـ10 لبدء انتفاضتهم ضد النظام السوري، وذلك في ظل حرب عصفت بالبلاد وأدت إلى تشريد الملايين. فمن عدد سكان سوريا قبل الحرب الاهلية البالغ 23 مليون نسمة، يوجد الآن 5.6 مليون لاجئ سوري معظمهم في تركيا ولبنان والأردن، في حين أنّ هناك 6.7 مليون نازح داخل سوريا.
ووسط كل ذلك، فإن معظم النازحين بحاجة إلى مساعدات إنسانية دائمة، خصوصاً أنّ البؤس ضربهم، في حين أنّ فيروس كورونا المستشري يعمّق المآسي في صفوفهم.
وبحسب تقرير نشرته مجلّة نيوزويك الأميركية، فإن المعاناة الإنسانية وزعزعة الإستقرار ستزداد بشكل مؤكد ما لم تكن إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن مستعدة للرد على الممارسات الروسية التي من شأنها أن تعرقل تدفق المساعدات وتعزز نفوذ الرئيس السوري بشار الأسد.
ومع هذا، فإن الأمر الأكثر إلحاحاً هو ضمان المساعدات الإنسانية لنحو 3 ملايين نازح سوري في شمال سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة، والذين لن يعودوا إلى ديارهم بسبب أجهزة الأمن السرية السورية الحاقدة والتي تريد الإنتقام، بحسب “نيوزويك”.
وعلى مدى السنوات الـ6 الماضية، قام المانحون الدوليون بإرسال المساعدات إلى هؤلاء الأشخاص اليائسين، من الدول المجاورة، في إطار عملية للأمم المتحدة يوافق عليها مجلس الأمن كل 6 أشهر.
ووفق المجلة، فإن روسيا تعرقل كل هذه الجهود، وعلى مدى الأشهر الـ18 الماضية، مشيرة إلى أن موسكو استخدمت سلطتها في مجلس الأمن لخفض عدد المعابر الحدودية المسموح بها لتوصيل المساعدات من 4 إلى واحد.
على إدارة بايدن تعزيزعملية المساعدة التابعة للأمم المتحدة في بقية سوريا
وقالت المجلة إنه في التصويت المقبل لمجلس الأمن في تموز، ستهدف روسيا إلى وقف آخر عملية مساعدة عابرة للحدود، وبالتالي وقف شحنات المواد الغذائية، الأمر الذي سيتسبب في فرار الملايين من الناس. ولهذا، يجب أن تكون إدارة بايدن مستعدة لاستبدال عملية الأمم المتحدة هذه بآلية مانحين دوليين.
ويمكن بحسب المجلة للوكالة الأميركية للتنمية الدولية أن تتولى هذا الدور. ولترجمة ذلك بالفعل، يتعيّن على إدارة بايدن البدء في وضع خطط للتدخل لصالح الأمم المتحدة والتشاور مع الشركاء الآن. وسيتطلب هذا الجهد أيضاً تبريراً قانونياً لعملية دولية تحل محل دور الأمم المتحدة. كذلك، يجب أن يركز فريق بايدن على شرعية الاستجابات الدولية عندما تجوع الدول ذات السيادة الناس وتثير عن قصد عدم الاستقرار الإقليمي.
ووفقاً للمجلة، فإنّ إدارة بايدن تحتاجُ أيضاً إلى تعزيز عملية المساعدة التابعة للأمم المتحدة في بقية سوريا، إذ أنّ حكومة النظام تعرقل تحركات طواقم المساعدات الدولية وتعيق قوافل المساعدات للناس اليائسين في إدلب، كما قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك لمجلس الأمن في 20 كانون الثاني.
وستدعم روسيا إعادة انتخاب الأسد لفترة ولاية جديدة مدتها 7 سنوات في انتخابات مزيفة مقررة مبدئياً في الربيع المقبل، وستسعى موسكو بعد ذلك إلى الحصول على تفويض مطلق للأسد لتوجيه جميع عمليات المساعدة التي تقدمها الأمم المتحدة في سوريا.