الوضع خطير.. تحذير من “كارثة” في أوروبا بحلول آذار 2022!
عدد الوفيات من جرّاء كورونا في أوروبا قد يرتفع من 1.5 مليون حاليا إلى 2.2 مليون بحلول آذار 2022 إذا بقي الوضع على حاله، هذا ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية.
وقالت المظمة إنها تتوقع “ضغطا عاليا أو شديدا للغاية في وحدات العناية المركزة في 49 من 53 بلدا بين الآن والأول من آذار 2022″، مضيفة أنه “يتوقع بأن يصل العدد الإجمالي للوفيات المسجلة إلى أكثر من 2.2 مليون بحلول ربيع العام المقبل، استناداً إلى المنحى الحالي”.
وسُجل حتى الان أكثر من 1.5 مليون حالة وفاة من جراء كورونا في المنطقة.
وترى منظمة الصحة العالمية أن ارتفاع عدد الإصابات يعود إلى تفشي المتحورة دلتا شديدة العدوى وعدم التطعيم بشكل كاف وتخفيف تدابير الحد من الوباء.
وأظهرت بيانات المنظمة أن الوفيات المرتبطة بكوفيد تضاعفت منذ نهاية أيلول ، من 2100 يومياً إلى نحو 4200.
وفي هذا الإطار، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز كلوغه إن “الوضع المتعلق بـكوفيد-19 في سائر أنحاء أوروبا وآسيا الوسطى خطير للغاية. إننا نواجه شتاءً مليئاً بالتحديات”، داعيًا إلى اعتماد نهج “لقاح أكثر” يجمع بين التطعيم ووضع الكمامة والتدابير الصحية والتباعد.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن وضع الكمامة يقلل من الإصابة بالمرض بنسبة 53 بالمئة، وقد يمنع تعميم استخدامها بنسبة تصل إلى 95 بالمئة وقوع أكثر من 160 ألف حالة وفاة بحلول الأول من آذار.
احتدام حرب العلاج
إلى ذلك، يزداد الاقتناع في الأوساط العلمية بأنه إذا كانت السنة الحالية هي سنة اللقاحات في الحرب العالمية ضد كوفيد-19، فإن السنة المقبلة قد يرتفع الستار عن بداياتها تحت شعار علاج جديد ضد الوباء تحمله المضادات الفيروسية التي يجري تطويرها، والتي يتوقع الخبراء أن تتحول قريباً إلى خندق آخر في هذه المواجهة المفتوحة مع الفيروس التي لا تكاد تلوح مؤشرات على قرب نهايتها حتى تظهر تطورات جديدة تعيدها إلى المربع الأول.
وعلى أبواب نهاية العام الثاني من الجائحة، فقد عاد الاهتمام يتركز مجدداً على العقارات العلاجية التي، بخلاف العقارات السابقة، تتمتع بفاعلية عالية تحول دون تطور المرض في مراحله الأولى قبل العلاج في المستشفى، فضلاً عن كونها سهلة التناول عبر الفم. وثمة علاجان حالياً يخضعان للدراسة وإجراءات الموافقة من طرف الوكالتين الأوروبية والأميركية للأدوية، هما: “باكسلوفيد” الذي تنتجه شركة “فايزر”، و”مولنوبيرافير” الذي تطوره “ميرك”، اللذان من المتوقع أن يبدأ توزيعهما مطالع العام المقبل.
وإذ تتسع دائرة التساؤلات والشكوك حول الرهان على اللقاحات بعد التطورات الأخيرة للمشهد الوبائي في أوروبا، وما إذا كان السيناريو نفسه سيتكرر العام المقبل مع العلاجات، يقول العالم الوبائي الإيطالي كارلو فيديريكو بيرنو: “صحيح أن الوباء يواصل انتشاره، لكن من الخطأ الفادح الاعتقاد بعدم فاعلية اللقاحات. المتحور الجديد (دلتا) يتمتع بقدرة هائلة على السريان، وإذا كانت الوفيات اليومية بلغت الألف في مثل هذه الأيام من العام الفائت، فإنها كانت لتصل اليوم إلى ألفين أو أكثر من غير اللقاحات”.
ويقول الخبراء إنه إذا كانت اللقاحات هي الوسيلة للوقاية من الإصابة بالوباء، والحد من كمية الفيروس الساري في العالم، فإن المضادات الفيروسية يمكن أن تشكل خشبة الخلاص من الموت أو الإصابة الخطرة بالنسبة إلى الذين يتعرضون له.
والمعروف أن “باكسلوفيد” و”مولنوبيرافير” هما العلاجان الوحيدان ضد كوفيد اللذان يوزعان خارج المستشفى، وأن فاعلية الأول تبلغ 98%، فيما لا تتجاوز فاعلية الثاني 50%. ويقول الخبراء إنه يجب تناول المضادات الفيروسية قبل مرور 3 أيام على الإصابة بالفيروس كي لا تفقد فاعليتها، لأنه بعد ذلك يكون الفيروس قد تكاثر في الجسم، ولا يعود لها أي فائدة.