عرب وعالم

داعش يستغل مناطق تعاني “خللا أمنيا”.. وقادة عراقيون يطالبون بـ”عدم التراخي”

خلال أيام قليلة، بدا أن المشهد الأمني في العراق يتجه نحو التصعيد في شمال البلاد وجنوبها، بعد أن سيطر عناصر من تنظيم داعش على قرية لهيبان في محافظة كركوك طوال ساعات – للمرة الأولى منذ دحر التنظيم بالكامل عام 2017 – فيما شهدت محافظة البصرة تفجيرا راح ضحيته أربعة أشخاص في الأقل.

ويقول عباس العزاوي، وهو من سكان إحدى قرى ناحية سركران، التي تتبع لها قرية لهيبان حيث وقع الهجوم، إن مسلحي داعش تمكنوا من السيطرة على القرية طوال الليل، وقاموا بتهجير أهلها وحرق مزروعاتهم ومنازلهم، وقتلوا عددا من الماشية.


ويضيف العزاوي لموقع “الحرة” إن “الهجوم كان انتقاميا” وجاء نتيجة كما يبدو “لرفض أهالي القرية التعاون مع التنظيم”.

ويعيش في قرية لهيبان أغلبية من العراقيين الكرد، وهي تتوسط مناطق سيطرة البيشمركة الكردية والجيش العراقي، وتقع في منطقة تسمى “الحياد الأمني” التي لا يسمح لقوات الطرفين بالدخول إليها.

ويسمي العراقيون المناطق التي تقع على خط الحياد بـ”مناطق الفراغ الأمني” ويقولون إن القرى الواقعة على هذا الخط “تحت تهديد دائم” من قبل تنظيم داعش، كما يقول العزاوي.

ويحاول الأهالي تأمين مناطقهم بأنفسهم لكن “هذا منهك” بحسب العزاوي.

وتنفي القوات الأمنية العراقية قيام عناصر التنظيم بإحراق منازل مواطنين في القرية.

كما قال بيان أمني مشترك للجيش والبيشمركة إن قوات الطرفين تقوم بتأمين المنطقة، ونشر الطرفان فيديوهات لعجلات مدرعة تابعة لهما على أطراف القرية.
لكن الموضوع “أكبر من قرية واحدة” كما يقول المحلل السياسي الكردي، أحمد حميد أغا.

ويقول أغا لموقع “الحرة” إن “مناطق الفراغ الأمني تشكل ملاذات آمنة لعناصر التنظيم، وعدم تمكن الجيش والبيشمركة من التنسيق سيجعلان أهالي تلك المناطق مهددين دائما”.

وينتقد أغا “التعاطي مع مسألة أمنية بنفس سياسي” خاصة وأن “تلك المناطق وعرة وكثيفة الأشجار، وتمثل ملاذا ممتازا ينطلق منه داعش لتنفيذ الهجمات”.

وشهد الأسبوع الماضي عدة هجمات على نقاط للبيشمركة الكردية، في مناطق “الخطوط الخلفية” كما يقول أغا.

إحدى الهجمات استهدفت قبل قبل أيام قرى “خضر جيحة” في جبال “قرة جوغ” بين محافظتي نينوى وأربيل، وأدى إلى مقتل عدد من البيشمركة، كما استهدف هجوم آخر قلبل نحو أسبوع قرية “كولجو” قرب منطقة كفري، التي تقع قريبا من حدود مشتركة لمحافظتي ديالى وصلاح الدين العراقيتين.


ويقول أغا، وهو من سكان كفري، إن “الهجوم نفذه مسلحون لداعش تسللوا كما يعتقد من منطقة الحياد الأمني ونفذوا هجمات على الخطوط الخلفية للبيشمركة، وأوقعوا عددا من الضحايا”.

ويقول المحلل السياسي العراقي، أحمد الزبيدي، إن “مناطق الحياد الأمني وضعت لتخفيف الحساسيات القومية” بين المناطق العربية والكردية لكنها “تعتبر خللا أمنيا كبيرا”.

وتقاسم البيشمركة والجيش العراقي مناطق الانتشار، حيث تغطي البيشمركة مناطق إقليم كردستان، والمناطق المتاخمة لها، فيما ينتشر الجيش العراقي في المناطق الباقية.

وسابقا، كان يطلق على مناطق الحياد الأمني اسم “المناطق المتنازع عليها” وشملتها المادة 140 في الدستور العراقي.

هجوم البصرة
وفي البصرة جنوبا، قتل أربعة أشخاص في الأقل بانفجار دراجة مفخخة في منطقة الصمود، قريبا من إحدى مستشفيات المحافظة


وعلى الفور، طالب قادة سياسيون عراقيون، مثل عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة، ومقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، الحكومة والقوات الأمنية بـ”عدم التراخي”.

لكن حزب “البيت الوطني” العراقي المعارض قال إن “صراع الأحزاب قد يكون السبب وراء تفجير البصرة”.
وتعليقا على هذه النقطة، يقول المحلل السياسي العراقي، مرتضى الياقوتي، إن “نفوذ الجماعات المسلحة لا يزال قويا في المحافظة”.

ويضيف الياقوتي لموقع “الحرة” أن “داعش لم يتبن الهجوم حتى الآن، لكن يبدو أن الهجوم أعد للاغتيال وليس لقتل جماعي مثل تفجيرات داعش، بسبب موقع الدراجة المفخخة البعيد عن التجمعات البشرية”.

المصدر: الحرة

مقالات ذات صلة