“جهنم” القبيات تلتهم الأخضر واليابس
صيف حار لا بل محرق يعيشه اللبنانيون على كافة الصعد وفي مختلف المجالات. فبعد انقطاع الكهرباء وتقنين المولدات، هرب سكان المدن الى قراهم وبلدتاهم بحثا عما تبقى لهم من ساعات نوم لا يعكرها القلق الشديد الذي بات زائرا يوميا لأفكار ومشاعر وأحاسيس اللبناني.
وقد تكون القرى الشمالية ولاسيما العكارية منها كالقبيات وعندقت وأكروم وغيرها، من أبرز البلدات التي عاد اليها ناسها في ظل الغلاء الفاحش والأوضاع المعيشية والحياتية المتردية التي حوّلت بيروت الى علبة اختناق واسعة بعدما كانت عاصمة للحياة والفرح والسهر.
لكن ولسوء حظ، فالعائدون والمصطافون كما الاهالي المقيمون، بدت لهم جهنم حقيقة، حين انطلقت بشكل ملموس وحسيّ من بلدة القبيات العكارية، التي اشتعلت فيها النيران بالامس وما زالت مستعرة حتى اليوم، بامتداد مخيف نحو بلدة أكروم والحدود اللبنانية_السورية.
وعلى خط النيران المشتعلة والطوافات المفقودة من السماء اللبنانية، ارتفع صوت الألم ليحصد الموت الطفل أمين ملحم، الذي لم يحتمل جسده الطريّ قوة النيران وكثافة الدخان.
وأمام هذا الحريق الهائل، كثرت التحليلات والاستنتاجات. فمنهم من رأى انه قد يكون مفتعلا فيما رجحت كفة الميزان للرأي القائل ان سبب الحريق يعود الى درجات الحرارة المرتفعة وسرعة الرياح، لكن وبعيدا عن الاسباب، كيف تبدو الصورة اليوم، وهل من أمل في القضاء التام على الحريق؟
الحريق اتلف البنى التحتية في القبيات
في هذا المجال أكد رئيس بلدية القبيات السيد عبدو مخول عبدو في اتصال مع “لبنان 24″ ان الجيش والدفاع المدني استطاعا محاصرة الحريق واخماده بالأمس، لكن ساعات الصباح الأولى اتت بعكس التوقعات بسبب تجدد الحريق وامتداده بصورة كبيرة جدا وسرعة غير موصوفة نحو بلدة أكروم والحدود اللبنانية والسورية”.
ويضيف مخول “ما يهمنا الان هو امدادنا بالتعزيزات اللازمة للتخلص من هذه النيران التي وضعتنا فعلا في قلب جهنم، لذلك نطلب من المعنيين الاسراع في طلب النجدة القبرصية لتصل الطوفات المتخصصة علها تريحنا من الكارثة التي نعيشها، كما نطلب كل الدعم للدفاع المدني الذي يعمل من دون كلل وملل من لحظة اندلاع الحريق”.
وعن الاضرار ومخلفات الحريق يقول مخول “لا يمكننا حتى اللحظة احصاء الاضرار بصورة دقيقية، لكن وبدون شك نحن امام كارثة قضت على واحدة من اجمل واهم غابات لبنان، وهي غابة منطقة “المرغان” بشقها الشرقي التي عبرها تمددت النيران نحو بلدة عندفت، كما انه لا بد من الاشارة الى اننا بعد انتهاء الكارثة البيئية سنستفيق على اضرار كثيرة ومتعددة في الارزاق العامة والخاصة، كما بعض المنازل اذ اننا في الامس قمنا باجلاء الاهالي بشكل كامل من احد احياء البلدة، ويبقى الضرر الاكبر ما اصاب البنية التحتية للبلدة اذ ان النيران قضت بشكل كامل على شبكتي الهاتف والكهرباء ، بالاضافة الى اصابة امدادات المياه في البلدة باضرار كبيرة جدا”.
اجلاء 3 مدنيين واسعاف 15 شخصا
بدوره يؤكد الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتاني، ان نيران القبيات تزداد خطورة اليوم، لابل يمكن القول انها مخيفة. فالنيران تمتد بشكل سريع جدا نحو بلدة أكروم ومنها الى منطقة البساتين والهرمل، واذا لم يتم محاصرة النيران قد نكون امام كارثة لا يمكن تحديد اضرارها المتعددة لاسيما البيئية منها”.
وعن استجابة الصليب الأحمر اللبناني لهذه الأزمة يقول كتاني “ان الصليب الاحمر استحدث 4 مراكز اساسية في كل من القبيات واكروم وعندقت والهرمل، وذلك بهدف العمل على مساعدة الناس واجلائهم واسعافهم بصورة سريعة ومن دون اي تأخير، واليوم قامت عناصر الصليب الأحمر باجلاء 3 مدنيين واسعاف 15 شخصا على الارض مباشرة”.
ويختم كتانة “بطبيعة الاحوال وكما دائما سنبقى الى جانب الاهالي لمساعدتهم قدر المستطاع محاولين التخفيف من الامهم واوجاعهم”.
lebanon24