العلاقات بين بكركي والمملكة بداية جديدة لدورها في تعزيز سبل التعايش
كتب مايز عبيد في “نداء الوطن“:
يتخوّف أصحاب المحلات وتجار الأسواق في طرابلس من موجة إقفالات جديدة بفعل دخول متحور “دلتا” إلى لبنان، أكثر مما يخافون من المتحور نفسه. فمن دون “دلتا كورونا”؛ هم يعيشون على قاعدة “كل يوم بيومه”؛ فكيف إذا جاء وفرض الإقفال من جديد؟! في السابق، عانوا في الأسواق من عدة إقفالات بسبب وباء “كورونا”؛ الأمر الذي كبّدهم الكثير من الخسائر؛ في وقت لم تقم فيه الدولة بالتعويض عليهم جراء الإقفال القسري ولو بقرشٍ واحد.
وأدت الإقفالات العامة للبلاد في زمن “كورونا” إلى خسائر كبيرة في اقتصاد مدينة طرابلس المنهك أصلًا. وترافق هذا الأمر مع ارتفاع كبير في سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، وانهيار العملة المحلية، الأمر الذي جعل أسواق طرابلس وتجارها وعموم أصحاب المحلات يتصرّفون بالموجود وفي اليوم التالي “بيدبر الله”.
تنفّس التجار في الأسواق الطرابلسية الصعداء مع إنهاء فترة الإقفال العام الأخيرة، وبدأوا العمل على لملمة خسائرهم وإعادة ترتيب أوضاعهم بالحدّ الأدنى. فجأة جاءهم إرتفاع إضافي بسعر صرف الدولار الذي تجاوز 18 ألف ليرة، فعادت أوضاعهم وانتكست مجدّدًا؛ سيما وأن الدولار لا يعرف حدودًا ليثبت عليها حتى يتمكّن كل تاجر منهم، من معرفة “على أي جنب بدو ينام”. إلا أن أقسى خبر يتلقاه التجار وأصحاب المحلات في الأسواق مؤخراً، هو ما أعلنته وزارة الصحة عن دخول متحور “دلتا” إلى لبنان والأعداد الجديدة من الإصابات بالفيروس التي عادت لترتفع في الأيام الأخيرة بحسب ما تصدره الوزارة من بيانات يومية. فمع سريان هذا الخبر بدأت الأنباء تتحدث عن إمكانية العودة إلى إقفال البلاد من جديد وبالتالي إقفال الأسواق والمحلات في أصعب الأوقات التي تمرّ بها.
ومع أن وزارة الصحة واللجنة الوطنية لـ”كورونا” صرّحت بأن الإقفال العام غير مطروح في هذه الآونة، إلا أن أصحاب المحلات في أسواق طرابلس لا يثقون بكل هذه التطمينات لأنهم، وعلى حدّ قول يونس، صاحب محل في السوق العريض، “الحقيقة ما فينا نصدّق كلام الدولة والمسؤولين … مبارح كان خالص “كورونا” واليوم رجع “كورونا” من الهند .. وهلق عم بقولو ما بدّن يسكرو البلد وبكرا بيسكرو بحسب ما تقوى موجة الإعتراض ضدن بالشارع بيقوى خطر “كورونا” وبتزيد الإصابات”. بالمقابل، يعتبر أبو سعيد، صاحب محل في السوق نفسه أيضاً، “أن عودة الإقفالات هذه المرة ستكون إعلاناً حتمياً لنهاية الأسواق ونهاية اقتصاد طرابلس المترنّح”.
إلى ذلك، لا تبدو حركة عيد الأضحى في الأسواق اليوم كما كانت في عيد الفطر قبل نحو شهرين. يقول رئيس جمعية تجار شارع عزمي طلال بارودي لـ “نداء الوطن”: “في عيد الفطر كان سعر صرف الدولار الدولار 12500، واليوم بلغ سعره 18500، ولا بنزين ولا مازوت ولا كهرباء ولا سيولة بين يدي الناس لتشتري، فيما الوجع يزداد كل يوم. نحن في الأسواق نعيش في شبه كارثة وكل يوم يقفز الدولار مجدداً من دون رادع.. كلنا أمل بحركة أفضل، ولكن كله مرتبط بالوضع العام للبلاد، وللأسف إنه مأسوي”. ويرى بارودي “أن الإتجاه إلى إقفالٍ جديد للبلاد سيكون مثابة الضربة القاضية للأسواق والتجار ولاقتصاد البلاد بشكل عام واقتصاد طرابلس بشكل خاص”.