لبنان

ضربة للعائلات في الصّميم… لبنان بلد “الصّفر” طفل؟

كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:

بات حُلم تكوين عائلة في لبنان أشبه بكابوسٍ للكثير من الشّباب الذين تخلّوا عن مُخطّطاتهم المُستقبلية وعن أملهم بالزواج وإنجاب بنين وتأسيس أسرة نظراً لاستحالة الاقدام على هكذا خطوة في خضمّ الازمة الاقتصاديّة التي لم تترك قرشاً في جيب مواطن، فالكلّ يعيش “كلّ يوم بيومو”، والاحلام الورديّة أصبحت أوهاماً.

يُشبَّه من يُخطّط للزواج في الـ2021 في لبنان بـ”الانتحاري” الذي يرمي بنفسه وبـ”شريك عمره” في أتون مستقبل مجهول المعالم، في بلد أصبح فيه العيش معركة وجوديّة تستنزف كلّ ما تملكه من جهدٍ ومالٍ و”أعصاب”. وقد ألغت الازمةأيضاً مُخطّطات العديد من المتزوّجين الذين كانوا ينوون الانجاب خوفاً من عدم قدرتهم على تأمين ما يحتاجه الطّفل بدءاً من علبة الحليب المفقودة، وصولاً الى مستقبلٍ يعيشون فيه بكرامة.

موقع mtv تواصل مع عدد من الاهالي مستطلعاً كلفة تربية طفل حديث الولادة وتأمين حاجاته الضروريّة شهرياً في أوّل أيّام حياته في ظلّ الاوضاع الخانقة والتحديات الجمّة.

وفي الارقام، تبيّن لنا الاتي:

الحليب في حال عدم تمكّن الامّ من الرضاعة الطبيعيّة: إن وُجد الحليب المُخصّص للرُضَّع فالعلبة (المدعومة) سعرها حوالى الـ15 ألف ليرة، مع الاشارة الى أنّبعض الاهالي يعمد الى دفع رشوة مقابل الحصول على الحليب المدعوم من بعض التجّار. والطفل الرضيع بحاجة الى علبتين في الاسبوع أي 8 علب في الشهر بمعدّل 120 ألف ليرة. وإن رُفع الدّعم عن حليب الاطفال قبل عمر السّنة، فسعر العلبة قد يصل أقلّه الى 150 ألف ليرة (إذا احتسبتا أنّ سعر الصّرف في السوق السوداء مستقرّ على الـ15 ألف)، أي إنّه سيتوجّب على الاهل دفع مبلغ مليون و200 ألف ليرة في الشّهر مقابل الحليب فقط!

حفّاضات: الطّفل الرّضيع بحاجة الى 4 أكياس من الحفاضات شهرياً، وإن كانمعدّلسعر الكيس 100 ألف ليرة، فستكون إذن كلفة الحفّاضات شهريّاً حوالي 400 ألف ليرة.

تطعيم وزيارة طبيب الاطفال: كلّ زيارة شهريّة الى طبيب الاطفال بهدف الفحص الدوري والحصول على اللقاحات الضروريّة تُكلّف الاهل معدّل 300 ألف ليرة بحسب تعرفة كلّ حكيم.

لوازم مُتفرّقة: وهنا، فإننا سوف نحتسب أسعار الادوية الضروريّة التي قد يحتاجها الطّفل شهرياً، بالاضافة الى بعض المستلزمات والمستحضرات الضرورية كالريمات المضادّة للحساسيّة والمناديل، وقد يصل سعر هذه اللوازم أقلّه الى 100 ألف ليرة في الشّهر.

في الحصيلة، ومع الاشارة الى عدم احتساب أسعار ملابس الطّفل، والاغراض والادوات التي يحتاجها كالسّرير والمصّاصات وزجاجات الحليب، وغيرها من اللوازم، تصل كلفة تربية رضيع شهريّاً في لبنان الى مليوني ليرة لبنانيّة، أي 3 أضعاف الحدّ الادنى للاجور في لبنان المحدّد بـ675 ألف ليرة لبنانيّة!

ليس بغريبٍ أن يتردّد اللبنانيّون في الانجاب، فالضّغوطات تتزايد بشكلٍ لا يتقبّله العقل، وإنجاب طفل وسط كلّ هذه الازمات والفوضى قد يتحوّل من نعمة الى نقمة بالنسبة للبعض من الذين يتقاضون رواتب منخفضة بالليرة اللبنانيّة أو حتّى فقدوا وظائفهم. وفي حين تفرض بعض البلدان قوانين تُحدّد فيها النّسل، ها هي العائلات اللبنانيّة تتلقى ضربةً في الصّميم وتُفرضُ عليها قسراً سياسة “الصّفر طفل”… حتّى إشعار آخر!

mtv

مقالات ذات صلة