تنتشر المخيّمات الفلسطينيّة في عدد من المناطق اللبنانيّة، ولطالما سُلّط الضّوء عليها من النّاحية الأمنيّة، وآخر الأحداث، ما حصل في مخيّم عين الحلوة من توتّر كبير، حيث تعزّزت المخاوف آنذاك من تمدّد الصّراع إلى مخيّمات أخرى، أو حتّى إلى الأراضي اللّبنانيّة كافّة. أضف إلى ذلك، مخيّم نهر البارد حيث خاض الجيش اللبناني معارك ضارية للقضاء على تنظيمات إرهابيّة داخله.
يُقّدر عدد اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان بزهاء 463,664 نسمة وفق “الأونروا”، وبالطّبع، يعيش العدد الأكبر منهم داخل المخيّمات، التي تعاني من بنى تحتيّة سيّئة، ومن اكتظاظ سكّاني، ونسبة فقر وبطالة مرتفعة، أضف إلى أنّ عدداً كبيراً من الأطفال محرومون من التّعليم.
كما أنّه لا يحقّ للفلسطينيّين في لبنان، امتلاك شقّة سكنيّة “منعاً للتّوطين”، ويحرمون من ممارسة حوالى سبعين مهنة، بالإضافة إلى الضّمان الاجتماعيّ والصّحي.
وأخيراً، رُبطت المخيّمات الفلسطينيّة بتسريب عناصر مسلّحة أطلقت صواريخ عدّة باتجاه الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، من الأراضي اللبنانيّة، ما اعتبره البعض انتهاكاً صارخاً للسّيادة اللبنانيّة، وقد يورّط البلد في حرب هو بغنى عنها في ظلّ الوضع الاقتصاديّ والمعيشيّ الذي يعاني منه.
لكن، رغم هذه الصّورة السّوداويّة عن المخيّمات الفلسطينيّة، إلا أنّ البعض يغفل أنّ للوجود الفلسطينيّ في لبنان وجهاً آخر، فقد لمعت أسماء عدّة في مجالات مختلفة، وهؤلاء، لبنانيّون من أصل فلسطينيّ، ومن أبرزهم، مؤسّس بنك “إنترا” وكازينو لبنان وطيران الشّرق الأوسط، ومدراء مصارف وشركات في مجالات عدّة منها المقاولات والهندسة والمحال التجاريّة، حتّى أنّ من أوائل من أسّس سلسلة سوبرماركت في بيروت هو لبنانيّ من أصل فلسطينيّ أيضاً.
كما لا يمكن أن ننسى أنّ عدداً لا يُستهان به من الصّحافيّين طبعوا مسيرة الصّحافة هم لبنانيّون من أصل فلسطينيّ.
إذاً، شقّ عدد كبير من الفلسطينيّين في لبنان طريقهم، وكما يُقال في العامّيّة “عملوا حالن بحالن”، وساهموا بازدهار البلد، رغم بعض العقبات التي صعّبت مهمّتهم.