مرضٌ يغزو طرابلس.. وعشرات الحالات بين الأطفال!
كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
لا تزال مسألة ظهور عشرات الحالات من المصابين بمرض التهاب الكبد الفيروسي (اليرقان) والمعروف شعبياً باسم الريقان في منطقة ضهر المغر في القبة – طرابلس ومناطق أخرى تتفاعل، وتحرك الدولة ووزارة الصحة العامة وكذلك بلدية طرابلس حيالها ظل دون المستوى المطلوب.
وزارة الصحة العامة وفي بيانها حول الأمر أشارت إلى أنها «تنتظر نتائج التحاليل المخبرية للمياه التي أجرتها مصلحة مياه لبنان الشمالي إلى حين صدورها لتبني على الشيء مقتضاه». ولاحقاً أعلنت مصلحة مياه لبنان الشمالي في بيانها أن «المياه التي تصل إلى المنازل عبر المصلحة نظيفة وخالية من أي ملوّثات جرثومية كما أنها صالحة للشرب وللإستعمال المنزلي».
سليمان محسن من طلعة العمري والد لأطفال مصابين باليرقان قال لـ»نداء الوطن»:»عندما أصيب أولادي لم أجد أي مستشفى تستقبلهم لا المستشفى الحكومي ولا المستشفيات الخاصة».
أضاف: «في المستشفى الإسلامي طلبوا مني ألف دولار أميركي مباشرة على الصندوق قبل الدخول وأنا عامل يومي (حفار موبيليا) وأحياناً لا أعمل، ولا أملك مبلغاً كهذا. في مستشفى المظلوم أجريت للأطفال بعض الفحوصات بأكثر من مليونين ونصف».
ويتابع محسن ردّاً على بيان مصلحة المياه: «المصلحة أخذت عيّنة للمياه فقط في ضهر المغر، ونحن من سكان طلعة العمري وإلى هناك لم تصل مصلحة المياه ولم تقم بأي فحص. لا أدري ما هو مصدر العدوى سواء أكانت المياه أم أي سبب آخر وعلى الدولة أن تحدد هي السبب وتقوم بما عليها، وهناك حديث عن أن مدرسة في القبة أيضاً فيها العديد من الحالات».
ويؤكد محسن أن أي جهة لم تتواصل معهم ولا حتى بلدية طرابلس، عدا وفد من جمعية «وتعاونوا» من «حزب الله» عرض المساعدة في هذا الشأن.
بدوره، رجّح مصدر طبي شمالي لـ»نداء الوطن» فرضية أن تكون المياه هي السبب «فإما المياه التي تصل إلى المنازل عبر مصلحة المياه وإما المياه التي يتم شراؤها من المحلات وتقوم الشركات بتقليل مواد التكرير والتعقيم فيها من أجل التوفير». ويضيف المصدر «تبقى الحاجة إلى مزيد من العناية والوقاية ونشر التوعية فهو مرض لا يستدعي الهلع الكبير كما يحصل».
وتعيش مدينة طرابلس وسط حالة من تراجع خدمات الدولة ومؤسساتها وتراجع الأداء البلدي وتقاعس البلدية، وسط انقطاع للمياه عن الأحياء وكذلك التيار الكهربائي، وانتشار النفايات والروائح الكريهة. وأمام الأزمة الإقتصادية الكبيرة والخانقة التي تمرّ بها عائلات المدينة، وعدم القدرة على تأمين العناية اللازمة، فإن هناك تخوّفاً واسعاً من ظهور المزيد من الأمراض والأوبئة في المرحلة المقبلة.