علوم وتكنولوجيا

في هذا البلد العربي… إكتشاف أول حديقة حيوانات في التاريخ

اجتذب التاريخ المصري القديم علماء الآثار من جميع أنحاء العالم. اكتشف العالم الغربي فقط الحضارة القديمة المتقدمة التي سكنت ضفاف نهر النيل في منتصف ثمانينيات القرن التاسع عشر. نعلم الآن أن الفراعنة بدأوا الحكم في مصر عام 3000 قبل الميلاد، عندما اتحدت مصر العليا والسفلى.

تمتد الحقبة التي تميز مصر ما قبل التاريخ ما بين أول مستوطنة بشرية إلى بداية عصر الفراعنة، حيث كان الملوك يحكمون شعوبهم. وفي عام 2015، عثر علماء الآثار الذين حفروا في هيراكونبوليس، وهي العاصمة الدينية والسياسية لصعيد مصر في نهاية عصر ما قبل التاريخ، على بقايا لم يتم اكتشافها من قبل، وتم عرض هذه الاكتشافات في الفيلم الوثائقي لقناة سميثسونيان “الأسرار: وحوش الفراعنة”.

اكتشفت عالمة الآثار رينيه فريدمان، التي قامت بعمل مكثف في المنطقة، مجموعة من جثث الحيوانات التي تم تجميعها من جميع أنحاء قارة إفريقيا. أشارت المزيد من التحقيقات التي أجراها فريقها إلى أن الحيوانات تم الاحتفاظ بها في أماكن مخصصة وكان يتم إطعامها تماماً مثل الحيوانات الأليفة.

وبالنسبة إلى فريدمان، كان هناك تفسير واحد وهو “من حيث الجوهر، اكتشفنا هنا أول حديقة حيوانات في العالم، والتي تعود تاريخها إلى أكثر من 6000 عام. هذه الحديقة موجودة حتى قبل اختراع الكتابة، وقبل اختراع عجلة الخزاف، وحتى قبل أن تظهر فكرة الأهرامات في أذهان بعض الملوك. لقد تمكنا الآن من وضع تواريخ محددة للأوقات التي عاشت بها هذه الحيوانات من خلال تحليل ما تناولوه كوجبة أخيرة، الأمر الذي أظهر لنا أن العديد من هذه الحيوانات دُفنت كلها في نفس الوقت، لأن التواريخ متطابقة تقريبًا”.

الغريب أن الحيوانات التي تم الاحتفاظ بها لم تموت لأسباب طبيعية، ولكن يظهر أنه تم ذبحها ودفنها جميعًا مع صاحبها الذي مات.

وأوضحت فريدمان وهي تقف فوق قبر أحد الحكام “هذا الحاكم، مثله مثل غيره من الحكام الموجودين هنا، كان معه عدد من الحيوانات. لدينا هنا فهد، وقرود البابون، وظبي، وتمساح، ونعامة”.

تم دفن الحيوانات مع مالكها للتأكد من أن القوى الصوفية للحيوانات سترافق الحاكم إلى الحياة الآخرة. ومع ذلك، لم تكن جثث الحيوانات هي البقايا الهيكلية الوحيدة التي تم العثور عليها في الموقع. فقد تم العثور أيضاً على رفات نساء وأطفال.

وقالت فريدمان “الحاكم بعد موته كان يأخذ معه كل شيء تقريباً، ما يعني أن الحيوانات والبشر كانوا يرافقون الحاكم إلى الحياة التالية”.

وفي جميع أنحاء المنطقة، تم العثور على بقايا أعمدة خشبية ملونة، مما يشير إلى أن المقابر بُنيت على شكل هياكل خشبية. تُظهر المقبرة ككل قبرًا رئيسيًا للحاكم يقع في المنتصف، يحيط به جميع حيواناته التي كان يمتلكها على شكل حزام حماية حول الحاكم.

(المصري اليوم)

مقالات ذات صلة