حكّامٌ بلا ضمير… وهل يولد الطفل يسوع في وزارة الداخليّة؟
كتب داني حداد في موقع mtv:
لن أتوجّه الى السياسيّين، وخصوصاً الى الحكّام، في يوم عيد الميلاد. هؤلاء بلا ضمير وبلا أخلاق، وإلا لما ارتضوا أن يحلّ العيد على اللبنانيّين من دون حكومة، على الرغم ممّا بلغه البلد من انهيار.
إذا اعتمدنا على الحكّام للاحتفال بالعيد، لسهرنا الليلة مع وحدة المعايير، وتبادلنا هدايا المحاصصات في الوزارات، ولاستقبلنا الطفل يسوع على أبواب وزارة الداخليّة التي يتنازع عليها ميشال عون وسعد الحريري. كأنّ من سينال حقيبة الداخليّة، والبلديّات كي لا ننسى، سيخلّص البلد وينقذ أبناءه من الجوع ويعيد ودائعهم المفقودة.
هذه طبقة سياسيّة أهملت الأمونيوم في المرفأ، فحصل الإنفجار الكارثيّ، وها هي تهمل شعبها، فيجوع ويهاجر ويعاني من البطالة. وفي الحالتين إجرام، وبعضه يُغلَّف بالميثاقيّة والمعايير والشراكة وحماية حقوق الطائفة، وما الى هنالك من شعاراتٍ يخفون خلفها محاصصتهم.
لن يحرمنا حكّامنا الفاشلون من الاحتفال بالعيد اليوم. سنجتمع، ونضحك، ونقرع الكؤوس. سنأكل، كلٌّ وفق قدرته. وسنتمسّك بعادات العيد، حتى الماديّة منها، وبقيم العيد وإنسانيّته.
فعيد الميلاد يتخطّى حدود معانيه الروحيّة الخاصّة بالمسيحيّين ليصبح عيد الفرح العام. وسنتشبّث بهذه الخصوصيّة في هذا العام أكثر من أيّ وقتٍ مضى، وإن خبت الزينة في الشوارع، واختفت بعض مظاهر العيد.
والعيد، خصوصاً في هذا العام الشاق، مناسبة لنقول إنّ لبنان من دون مسيحيّيه لا قيمة له ولا جدوى منه. والتمسّك بالحضور المسيحي وبالدور والقيم، مهمّة ملقاة على المسلمين أيضاً لأنّ المسلم اللبناني يملك ميزةً مرتبطة بتفاعله مع المسيحيّين وعيشه معهم، وحتى التعلّم في مدارسهم وجامعاتهم…
ليس هذا الكلام طائفيّاً، بل هو وطنيّ أكثر من كلّ هذا الكلام التافه الذي نسمعه على الشاشات عن الوحدة الوطنيّة والعيش المشترك. وأكثر منفعةً، بالتأكيد، من تصوير البعض أنّ حضور المسيحيّين لا يرتبط إلا بحقيبة وزاريّة أو بثلثٍ معطّل أو بتعزيز زعامة… هؤلاء لا صلة لهم بمسيحيّة المحبّة والتسامح وبذل الذات.
ميلادٌ مجيد لجميع اللبنانيّين، مسلمين ومسيحيّين…