لبنان

وداعاً للهدايا الفاخرة… هذا ما سيحصل عليه اللبنانيّون هذا العيد

كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
يُعرف اللبناني بعشقه لـ”البذخ” والجخّ”، هو الذي كان يتباهى فيما مضى بارتدائه أشهر الماركات العالميّة وإبراز مقتنياته من مجوهرات وسيارات وهواتف من أحدث طراز، وتقديمه أغلى الهدايا في مختلف المناسبات. ولكنّ هذا العام كلّ شيء تغيّر، والكثير في عاداتنا “تبخّر” الى غير رجعة كما يبدو!
المشهد في “المولات” والاسواق غريبٌ عجيب، زحمة متسوّقين وسيارات، وأفواج من الناس يدخلون الى المتاجر والمحال، يراقبون الاسعار، يصدمون بالارقام، فيتركون البضاعة في مكانها، ويخرجون بسرعة فارغي الايدي، “تيتي تيتي، متل ما رحتي، متل ما جيتي”، كما يقول المثل اللبناني الشائع… فماذا سيُهدي اللبنانيون بعضهم البعض في هذا العيد؟
البعض تخلّى عن عادة تقديم الهدايا بشكل قاطع وحازم، فالكثير من العائلات قرّرت وأصرّت على عدم تبادل أيّ نوع من الهدايا “لعدم الاحراج”، ورأفة بمن لم يعد يملك سوى القليل أو من بات من دون وظيفة أو عمل، والبعض الاخر اكتفى بتقديم الهدايا لاطفال وصغار العائلة كي لا تغيب فرحتهم، ولان لا ذنب لهم بألعاب الكبار في لبنان، وهناك من قرّر أن يتحدّى الظروف ويستمرّ بتقليد تقديم الهدايا، مع استبدال الهدايا الفاخرة والثمينة بأخرى رمزيّة ومعنويّة لا تكلّف الكثير.
وفيما كانت الهدايا الرمزيّة في الماضي تعني علباً فخمة من الشوكولا ومشروبات كحوليّة يحلو تناولها في العيد، بالاضافة الى باقاتٍ وعُلبٍ ضخمة من الحلويات والاطايب والزينة الميلاديّة، حلّت مكانها هذا العيد هدايا أكثر تواضعاً كأنواع مختلفة من “المونة” على سبيل المثال، خصوصاً مع انتشار الصفحات التي تسوّق لشراء هذه المنتجات دعماً للعائلات التي تصنعها، وكونها هدية مفيدة في ظلّ الاوضاع المعيشيّة الصعبة، بالاضافة الى تشجيع كلّ الصناعات المحليّة لدعم الانتاج اللبناني مع ارتفاع أسعار كلّ ما هو مستورد.
ومن الهدايا الرمزيّة التي تلقى رواجاً أيضاً، القطع القماشيّة المطرّزة بأحرف ورسومات على أيدي سيّدات وأمّهات لبنانيّات، بالاضافة الى قطع صابون من زيت الزّيتون أو الغار تشتهر مناطق عدّة بصناعتها. أما الـBuche De Noel وحلويات العيد فستكون من صنع المنزل مع الارتفاع الجنوني لاسعار الحلويات. وأكثر الهدايا قيمة وتميّزاً تلقاها عددٌ كبيرٌ من الاشخاص جاءت على شكل مفاجآت وزيارات خاطفة لأفراد من عائلاتهم حضروا سرّاً الى لبنان ليحتفلوا بالعيد مع أحبائهم، فشكّلوا أجمل هدية غير متوقّعة في العيد.
تحلّ الاعياد هذا العام في لبنان متواضعة لاقصى الحدود، لا تشاوفَ، ولا هدايا باهظة الثّمن، ولا لوائح طويلة للاطفال، أمّا الهدية المشتركة التي تلقّيناها مسبقاً، فهي درسٌ لن ننساه يوماً، وهو أنّ نضع همومنا الارضية وخلافاتنا ومشاكلنا خلفنا، وأن نحصّن بيوتنا بالحبّ والاكتفاء لانّ الغد قد لا يكون مضموناً لاحد منّا، ولانّ الصحّة تبقى أغلى هديّة، “دولارات” العالم لا تشتريها.

mtv

مقالات ذات صلة