كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
تلاحظ مصادر متابعة للإنتخابات في طرابلس والشمال أن رئيس الحكومة العازف في مدينته عن الترشّح نجيب ميقاتي يهادن كل الأطراف السياسية المتصارعة حالياً في الإنتخابات، إلا طرفاً واحداً هو اللواء أشرف ريفي. وكأن ليس لديه عداوة سياسية إلا مع ريفي ومن خلفه «القوات» كما بات واضحاً بالنسبة إلى هذه المصادر. كما تنقل هذه المصادر أيضا عتباً على ميقاتي حتى من لائحته.
يقول مرشحون على لائحة «للناس» التي هي في الحقيقة لميقاتي، «يا ليت الأخير دعم اللائحة أو بالأخص بعض مرشّحيها الذين يخوضون حالياً معارك داحس والغبراء وقدّم بعضاً مما وهبه الله من خزائنه، إلى خزائن هؤلاء المرشّحين الذين أعيتهم الحاجة وما زال ميقاتي «مطنشاً عنهم».
لماذا هذا الإنطباع؟ لأنه في طرابلس ينشط أهل العزم والسعادة على وسائل التواصل الإجتماعي بمنشورات تحرّض على ريفي و»القوات» معاً ولا تستثني المرشح عمر حرفوش في بعض الأحيان متهمة إياه بأنه وديعة جبران باسيل من دون أن يعلنوا عزمهم الواضح والصريح على دعم لائحة «للناس» وخوض المعركة معهم بشكل واضح وصريح، بدل التشجيع على انتخاب البعض ممن هم على اللائحة من الذين انصبغت أسماؤهم باللون الأرجواني كأليسار يسن ووهيب ططر، أو الإيعاز الخفي من تحت الطاولة لتفضيل سليمان عبيد وعلي درويش.
لكن لماذا يخوضها دولة الرئيس حرباً لا هوادة فيها ضد اللواء ريفي؟ ترى هذه المصادر أنه في واقع الحال وقبل أي شيء آخر، لا يرغب ميقاتي بريفي نائباً في المدينة لأن صدى صوته ضد المنظومة سيرتفع فوق صوت ميقاتي الوسطي المهادن لها ولسلاح «حزب الله»، والأمر الثاني الذي لا يقلّ أهمية عن الأول هو الإتفاق الضمني الذي يقال أنه حاصل بين كل من الرئيسين ميقاتي وسعد الحريري بعدم السماح لريفي ومن خلفه حزب «القوات» بالتمدد في طرابلس مهما كان السبب.
وما هال ميقاتي وماكينته الإنتخابية – تشير معطيات الساعة الأخيرة الى انها دارت على الخفيف لتعطي توجيهات بتوزيع الأصوات مناطقيًا لصالح بعض المرشحين على لائحة للناس في طرابلس – المعلومات التي تتحدث عن اقتراب ريفي من تأمين 3 حواصل للائحته «إنقاذ وطن»، وكذلك ارتفاع أسهم لائحة مصطفى علوش «لبنان لنا» مع ترجيح حصولها على حاصلين أو ثلاثة بين طرابلس والمنية بينما ستشهد الضنية منافسة حامية بين المرشحَين بلال هرموش وسامي فتفت من لائحتي «إنقاذ وطن» و «لبنان لنا»، بينما ينشط المرشح براء هرموش من لائحة (للناس) ليعزز من فرصه في المنافسة معتمداً على قاعدة والده النائب السابق أسعد هرموش، في حين تشير معطيات جميع الماكينات الإنتخابية العاملة في الدائرة الثانية الى أن نجاح النائب جهاد الصمد لا نقاش حوله.
أما من جهة المقاعد السنية على لائحة «للناس»، فلا تشير معطيات الساعات الأخيرة إلا الى استمرار تقدّم المرشّح كريم كبارة سنياً، وعين ماكينة ميقاتي على المرشح العلوي النائب علي درويش ويقال إنها سترفده بالأصوات المطلوبة لضمان فوزه. من جهة المقعد الماروني الطرابلسي الذي دخل في الحسابات المتقدمة للأحزاب واللوائح، سيشهد هذه المرة معركة حامية عكس الدورات السابقة. التنافس سيكون بقوة بين المرشحين إيلي خوري (لائحة ريفي – القوات)، وسليمان عبيد (لائحة ميقاتي – كبارة)، مع تسجيل تقدم في حركة المرشح طوني شاهين (لائحة علوش) للمنافسة على هذا المقعد.
هذه أبرز معطيات الساعات الأخيرة في أسبوع الحسم الإنتخابي، ولا بدّ من الإشارة إلى أن تحرّك ماكينة العزم سيكون له تأثيره لضمان 3 حواصل للائحة «للناس» وإلا ستكون معركتها في طرابلس صعبة.