عرب وعالم

موقف أردوغان من غزة يوتّر العلاقات مع واشنطن.. و”خبيرة إسرائيلية” تحذره

يبدو أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أعتاب أزمة جديدة مع الولايات المتحدة الأميركية. ففي بيان صدر أمس، دان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، “بشدة” التعليقات التي أدلى بها أردوغان “بشأن الشعب اليهودي”، مشيراً إلى أنّ بلاده تصفها بأنها “معادية للسامية”. وقال برايس: “نحث الرئيس أردوغان والقادة الأتراك الآخرين على الامتناع عن التصريحات التحريضية التي قد تثير المزيد من العنف”.

في تقرير له، قال موقع “المونيتور” إنّ الرد الأميركي جاء على قول أردوغان إنّه سبق لـ”رئيس وزراء يهودي” (سابق) أن أبلغه أنّ قتل الفلسطينيين مثّل “المتعة الأكبر” بالنسبة إليه خلال خدمته كجنرال في الجيش الإسرائيلي. وبحسب ما نقلته مواقع عدة، فإنّ أردوغان قال إنّ الإسرائيليين قتلة “لدرجة أنهم يقتلون أطفالاً بعمر خمس وست سنوات. لا يُشبعهم إلا سفك الدماء”. وبيّن “المونيتور” أنّ برايس ردّ على أردوغان من دون أن يذكر تصريحاته، واصفاً إياها بالمستهجنة، ومؤكداً أنّ “الولايات المتحدة ملتزمة بشدة بمكافحة معادة السامية بأشكالها المختلفة”.
وعلّق “المونيتور” بالقول إنّ الرسالة الأميركية وتّرت العلاقات الأميركية-التركية المتوترة أصلاً، لافتاً إلى أنّ مسؤولين في أنقرة رفضوها. فمن جهته، دان رئيس دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية التركية، فخر الدين ألطون، تصريحات برايس، قائلاً: “من المثير للدهشة محاولة تشويه كفاح زعيمنا الشجاع والصريح واتهامه بمعاداة السامية. هذا في الواقع محاولة جبانة للتستر على جرائم إسرائيل ضد الإنسانية”. وأضاف أنه في الوقت الذي يتم فيه توجيه نقد مبرر، تبدأ إسرائيل وحلفاؤها بالصراخ عن “معاداة السامية” لصرف الانتباه عن الاحتلال والعنف ونظام الفصل العنصري والجرائم ضد الإنسانية.

في تعليقه، رأى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس في إسطنبول، والكاتب في صحيفة “هابيرتورك” التركية اليومية، سولي أوزيل أنّ تصريحات أردوغان تمثّل انعطافة عن موقف اتخذ مطولاً لجهة منع الخطاب المعادي للسامية في أوساط حزب “العدالة والتنمية”، محذراً من تأخّر محاولات تحسين العلاقات التركية-الإسرائيلية المشحونة حالياً. وانتقد أوزيل استخدام أردوغان مصطلح “يهودي” بدلاً من “إسرائيلي” خلال إشارته إلى رئيس الوزراء السابق، قائلاً: “كان باستطاعته أن يكون قاسياً جداً من دون الحديث بهذه الطريقة”، ومعتبراً تصريحاته “غير حكيمة” و”غير ضرورية البتة”. في السياق نفسه، اعتبر أوزيل أنّ التطورات الأخيرة أضعفت محاولات أردوغان التصّرف بصفته وسيطاً في النزاعات الإقليمية، وأضرت بهدفه الرامي إلى تمثيل المسلمين على المسرح الدولي.

الباحثة في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي والمتخصصة بالسياسة الخارجية التركية، جاليا ليندنشتراوس، اعتبرت أنّ تأثير الخطاب التركي الراهن كان محدوداً على الأرض، قائلةً لـ”المونتيور”: “بعيداً عن الخطاب الغاضب والاقتراحات غير الواقعية، كان تأثير أنقرة على التطورات في جولة العنف الأخيرة هذه محدوداً إلى حدّ ما”.

وأضافت: “لم تُشرك تركيا في مفاوضات وقف إطلاق النار، وسترفض تركيا المحاولات المماثلة وستفضل مساعدة لاعبين آخرين، لا سيما مصر”.

وفي تعليق على انتقاد أردوغان موافقة واشنطن على صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 735 مليون دولار وربطه الخطوة باعتراف الإدارة الأميركية بـ”الإبادة الأرمنية”، بحسب “المونيتور”، استبعدت ليندنشتراوس أن يؤدي الانتقاد التركي لإنهاء العنف، محذرةً من أنّه “سيؤدي إلى توتر جديد للعلاقات (التركية) مع الإدارة الأميركية وإسرائيل على السواء”. لقراءة الموضوع كاملاً على
lebanon24

مقالات ذات صلة